رئيس التحرير
عصام كامل

مرصد الإفتاء لـ«داعش»: «وسائلكم خبيثة لضرب الدول الإسلامية»

تنظيم داعش
تنظيم داعش

أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة أن الهجوم على الدول الإسلامية وتكفير حكامها والطعن في شرعيتها هي إحدى الوسائل الخبيثة لدى تنظيمات التكفير عامة، وتنظيم "داعش" على وجه الخصوص موجه لضرب المجتمعات والدول وزرع الشقاق بين أبنائها وهدم السلام الاجتماعي والديني وتحويل الأمر كله إلى فتن وصراعات يكون الولاء فيها للطائفة بدلًا من الأوطان، لتقوم التنظيمات مقام الدول، ولتتحول المنطقة العربية والإسلامية كلها إلى ساحة للاقتتال الطائفي والمذهبي المفضي إلى الفوضى والدمار.


وشدد المرصد في رده على التسجيل الصوتي لزعيم تنظيم "داعش" الإرهابي أبو بكر البغدادي أن توعد داعش بشن هجمات ضد إسرائيل ما هو إلا إثبات حالة، وغسيل سمعة، الهدف منه ضم المزيد من المقاتلين إلى صفوفها، وخاصة من المتعاطفين مع القضية الفلسطينية، بعد تراجع أعداد المقاتلين بين صفوفها، سواء بانصرافهم عن التنظيم نتيجة لصدمتهم في أفكاره المتطرفة، أو تراجع الأعداد نتيجة كثرة القتلى بين صفوفه.

وأضاف المرصد أنها محاولة من التنظيم للرد على منتقديه بتخاذله عن القضية الفلسطينية، ومحاربته الجيوش العربية والإسلامية بدلًا من إسرائيل.

وتابع المرصد أن التسجيل الصوتي المنسوب لأبو بكر البغدادي، زعيم داعش، الذي يتوعد فيه الإسرائيليين بأن تكون فلسطين مقبرة لهم بعد دخول داعش إلى فلسطين قريبًا؛ جاء ليناقض ما أعلنه التنظيم في يوليو من العام الماضي من "إن الله في القرآن الكريم لم يأمرنا بقتال إسرائيل أو اليهود حتى نقاتل المرتدين والمنافقين"؛ في إشارة إلى أن التنظيم كان في السابق يعطي أولوية لقتال المنافقين الذين يراهم أشد خطرًا من الكافرين الأصليين.

وأكد المرصد أن دعوات داعش للوصول إلى القدس وروما الغرض منها ربطها بسياقات دينية وتاريخية مرتبطة بأحداث نهاية الزمان.

وأشار المرصد إلى أن داعش تستند إلى النبوءات التي تؤكد أن قوة من الشمال ستحرر فلسطين وبيت المقدس من اليهود، وبما أن دولتهم المزعومة وخلافتهم تقع في العراق التي بدورها تقع شمال وشرق فلسطين، فإنهم هم من تحدثت عنهم تلك النبوءة، وبالتالي فإن هذا يعزز الإحساس لدى من يؤمنون بهذه النبوءات بأن داعش هم هؤلاء الذين سيحررون بيت المقدس في آخر الزمان.

وأوضح المرصد أن التنظيم دأب على الاستناد إلى بعض النصوص للتأكيد على أنهم دولة الخلافة، وأنهم هم من يمثلون الخلافة الإسلامية التي تأتي في نهاية الزمان وستحرر بدورها المقدسات الإسلامية، وهو بهذه الدعوة تحديدًا يريد أن يؤكد على ذلك، استنادًا إلى بعض الأحاديث والتي منها ما جاء في مسند الإمام أحمد من قول النبي صلى الله عليه وسلم: "يا ابن حوالة، إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة فقد دنت الزلازل والبلايا والأمور العظام، والساعة يومئذ أقرب إلى الناس من يدي هذه من رأسك".

وبيَّن المرصد أن سوق مثل هذه الأدلة وانتزاعها من سياقها دأب هذه التنظيمات، وذلك للتأكيد على مشروعيتهم، وأحقيتهم في الخلافة، مضيفًا أن هذه الدعوة بتحرير بيت المقدس ليست الأولى للتنظيم ولن تكون الأخيرة، بل هي مجرد سلاح يدغدغ به مشاعر المسلمين بين وقت وآخر، للحصول على مزيد من الأتباع.
الجريدة الرسمية