رئيس التحرير
عصام كامل

قصة مواطن مصري تبرع بـ100 مليون جنيه!


أعطاه الله ورزقه.. فقرر أن يفعل خيرا ينفعه يوم الحساب.. أن يعطي عبادا ممن أعطاه ورزقه.. قطعة أرض تزيد على سبعمائة وخمسين مترا في مكان يصل فيه سعر متر الأرض إلى آلاف الجنيهات.. بنى دورا وارتفع دورا آخر وبعد الدورين بنى الثالث ويكبر البناء ليصل إلى عشرة أدوار كاملة على المساحة الكبيرة، ويرى المستشفى الخيري الذي حلم به.. يتخيل الآن الغلابة غير القادرين على تكلفة العلاج وهم يجدون الأمل في الحياة وفي التخلص من آلامهم.. آلام المرض والفقر معا!


يتوقف للحظة.. يسأل نفسه.. ماذا بعد قضاء الله وهو نافذ يوما ما؟.. قضاء الله قادم قادم فماذا سيكون مصير المستشفى؟.. قد يأت من يطمع في الأرض والمبنى!.. أو قد يأت من يطمع في الربح من الأرض والمبنى!.. أو قد يأت من يهمل الأرض وما عليها.. والحل؟.. الحل أن تشرف جهة متخصصة على مشروع الخير وأن تديره ما شاء الله لها أن تديره!

من جهة إلى أخرى يعرض مشروعه وخيبة الرجا مصيره كل مرة، إلى أن هداه الله أن يكون المستشفى الكبير من نصيب جامعة الفيوم.. مؤسسة علمية مرموقة ولديها كلية طب وإدارة مستشفى مسألة منطقية.. وعند رئيس الجامعة الدكتور خالد إسماعيل حمزة يتغير الحال.. استقبال جيد وتقدير يستحقه فاعل الخير، وينتهي الأمر إلى تسلم جامعة الفيوم المشروع الكبير.. مستشفى جديد على المساحة المذكورة وبالأدوار العشرة، وبه تسعة إلى مائة وخمسة وثمانين سريرا!

ولا يتوقف العطاء؛ إذ يعرض الرجل المساهمة في تجهيز المستشفى بما يحتاجه من الأجهزة الطبية، بل يعرض مبلغا شهريا لعلاج الغلابة في مستشفاه!

ثم يذهب ليتبرع بأجهزة لمركز معامل وأبحاث الجامعة؛ ليضع المال الحلال فيما يستحقه كصدقة جارية، ثم تنتهي إجراءات نقل الملكية مع طلب صغير يطلبه بأدب جم وبخجل كبير، وهو انضمامه - مجرد انضمامه - لمجلس إدارة المستشفى ليشارك وبنفسه في قرارات علاج الغلابة والفقراء!

اسمه الأمير مصطفى حسن، رجل أعمال في الفيوم.. لم يربح المليارات كغيره، وربما ما تبقى لديه أقل مما تبرع به لكن هداه الله النجدين وألهم نفسه فجورها وتقواها، فاختار تقوى الله ورضاءه واشترى آخرته بدنياه فربح البيع.. ربح البيع!!

في بلادنا نماذج كثيرة للخير وللنجاح.. لا يعرفها أحد ولا يجري وراءها أحد ولا يهتم بأخبارها أحد.. لكن يراها من لا تغفل عينه ولا تنام.. ويكفيها ويفيض!
الجريدة الرسمية