رئيس التحرير
عصام كامل

خالد يوسف.. «التوك شو» الرذيلة على الهواء!


اتصل صديق يعيش في الولايات المتحدة الأمريكية، متسائلا عن تفشي التحرش في الشوارع وحكاية شرائط الفيديو عن سياسيين وفنانين وغيرهم، لدرجة كأن المسألة أصبحت أمرا مزعجا لدرجة يصعب خروج المرأة بمفردها في الشارع، وأخذ يتحدث عن شوارع وحالات غريبة وكأنني لا اعيش في مصر وقلب القاهرة، وبعد أن انتهى الحوار وجدت أن الصورة التي يتحدث عنها ربما صديقي له العذر فيها ولديه الكثير من الحق، والسبب نحن للأسف، إعلامنا المتخلف، وكل عناصر المجتمع مسئولة.


الذي أثار هذا الأمر مع صديقي المصري المغترب في أمريكا من عشرات السنين، قضية المخرج خالد يوسف، ولأنه فنان ومشهور أحدثت ضجة كبرى، خاصة أنه أصبح نائبا في المجلس النيابي، وهنا لا بد أن أسجل رفضي تماما لنشر أي صور أو أفلام لأي إنسان مهما كان مخطئا، فلست مع زيادة مساحة آثار الدخان الأسود في سماء مصر، وطبيعي أن من يصور نفسه وهو يجرم في حق الله وفي حق نفسه والمجتمع بلا حياء، فإنه إنسان مريض، يضر نفسه وخطر على المجتمع!

وأثناء تفكيري وقع تحت عيني رأي للصديق رضا شاهين، رأي أنقله بدون تدخل: "ومنذ متى تخشى غرفة صناعة الإعلام على سمعة مواطن أو على حياته الخاصة؛ كي تجتمع وتقرر بالإجماع تجريم التعرض للحياة الخاصة للشخصيات العامة، ألم يقرأوا أو لم يسمعوا عن فضيحة مونيكا والرئيس الأمريكي؟، هل جرؤ أحد في أمريكا بالكامل على أن يقول إن لكلينتون حياته الخاصة ولا يجب التعرض لها.. الشخصيات العامة يا سادة ليس لها خصوصيات، فكل همسة أو التفاتة محسوبة عليها، وإن خشى من ذلك فلا يقترب من العمل العام.. ثم لماذا خالد يوسف بالتحديد الذي ثاروا من أجله.. ألم يكن سوء سلوك راقصة الجمالية سما المصري هو العائق أمام ترشحها لانتخابات البرلمان، رغم عدم صدور أي أحكام قضائية ضدها، فلماذا إذن نكيل بمكيالين؟".

انتهت رؤية الصديق رضا شاهين، والقضية لها شقان، الأول هل المفروض بصرف النظر عن صحة أو كذب المدعي إذاعة مثل هذه القاذورات وجعلها في المجتمع كأنها أمر طبيعي؟.. على سبيل المثال في قضية السيدة التي ادعت أن خالد يوسف حاول التحرش بها، وثبت كذب هذا، فهل من حق المحامي الخاص بخالد يوسف أن يخرج ويصرح بما يضر بسمعة زوجة وأم وأنه تم ضبط أشياء.. و.. إلخ.. على المحمول وأشياء سخيفة؟

لا أتصور أن هذا يجوز مطلقا في مجتمع مقيد بتعاليم سماوية وقيم وتقاليد إنسانية، والغريب أن قنوات الإسفاف تجري وراء مثل هذه السخافات؛ سعيا لجذب المشاهد بأي وسيلة، الشق الثاني أننا نفتقد الحد الأدنى لاحترام المواطن أو الملتقي في أي وسيلة إعلامية، مشاجرة بين أحمد موسى وخالد صلاح ثم بعدها بـ24 ساعة يعلنان الصلح.. وللأسف تحولت برامج التوك شو إلى برامج تبث في المجتمع كل سيئ من ألفاظ وقلة أدب، بل تهدم بقصد أو جهل قيما علينا أن نحافظ عليها، القضية بعينها، أزمة الإعلام المصري في السنوات الأخيرة لا يمكن اختزالها في خناقة أو مشاجرة على الهواء.

سؤال صعب: هل تصرفات النواب في مجلس النواب الخاصة تعتبر حياة شخصية ولا يجب التعرض لها؟.. إذن كانت الإجابة لماذا تم تجريس الآخرين بالرغم ممن كان عضوا بالمجلس النيابي؟!

ندرك جميعا أن الإعلام منذ 25 يناير 2011، كان يعاني انفلاتا أخلاقيا، ولغة السوقة هي التي تتغلب على خطابنا الإعلامي.. ولا أتصور أن سلوك الإعلام يختلف عن سلوك عناتيل الفيديوهات سواء العنتيل بلحية أو بغيرها!

أرى هؤلاء النواب ونجوم المجتمع في كل المجالات، عليهم أن يدركوا جيدا أنهم يمكن أن يكونوا قدوة للشباب وربما للأطفال، وبالتالي لا بد أن يراعوا تماما هذا البعد في حياتهم؛ لأنها ليست ملكا لهم مثل باقي المواطنين، وهذا جزء من ضريبة لا بد من دفعها للمجتمع عن طيب خاطر، ولا بد أن نضع معايير تكون بمثابة حجر أساس لنظافة المجتمع من الشوائب التي تشوه كل ما هو جميل، لا فرق بين عنتيل بلحية وآخر يرتدي ثوب الحصانة، أو حصانته كمشهور أيا كان.
الجريدة الرسمية