رئيس التحرير
عصام كامل

فضيحة إقالة محافظ الشرقية!


المقالات اليومية على "فيتو" تنشر يوميا في تمام الثانية عشرة ظهرا، ولذلك فهي ترسل قبل ذلك بفترة كافية، ولذلك سنتعامل مع الحدث حتى لحظة كتابة المقال دون أي شأن بما سيجرى اليوم.. وحتى كتابة هذه السطور فلا أحد يعرف شيئا عما جرى مع محافظ الشرقية، وهل تمت إقالته أم لا.

إن كان أُقيل فلماذا تتراجع وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية عن الخبر، وتعتذر عنه وتطلب من مشتركيها رفعه؟.. وإن كان لم يُقل فلماذا القول إن اتصالات بمحافظين آخرين أبلغتهم بالإقالة؟

وهنا نتوقف أيضا لنسأل: منذ متى يُقال المسئولون بالتليفون؟.. ولماذا فجأة - فجأة - يتم الإعلان عن حركة محافظين؟.. ولماذا جاء الإعلان المفاجئ عنها بعد خبر إقالة محافظ الشرقية وليس قبله كما هو المنطق؟.. وإن كانت هناك حركة محافظين فلماذا أبلغوا محافظ الشرقية وحده أو بدأوا به منفردا؟.. وهل هذه طريقة متحضرة لإقالة المسئولين الكبار؟.. وإن كانت هناك أخطاء للمحافظ المذكور فماذا عن غيره ممن يرتكبون كوارث في محافظاتهم يتصدرهم بكل فخر محافظو أسيوط والجيزة والمنيا وغيرهم وغيرهم؟.. هل صحيح أن محافظ الشرقية إخوانجي؟.. إذن كيف تم الاكتشاف فجأة؟.. وإن كان ذلك صحيحا رغم نفيه عشرات المرات، فلماذا لا يحاكم من أتى به؟

على كل حال، وبغض النظر عن صحة أو خطأ أي شيء مما سبق، أو شكل الإجابة عنه، إلا أن الإخراج وبكل بساطة "هباب" وسيئ جدا وفاشل.. فمنذ عصر الجمعة وحتى الساعات الأولى من صباح السبت، لم ير المصريون لا وزير الإدارة المحلية ولا المتحدث الرسمي لوزارته، ولا لمجلس الوزراء ولا حتى لرئاسة الجمهورية، على أمل أن نجد عندها إجابة وافية تسببت فيه هيئات أخرى أقل في المسئولية وفي الحكمة السياسية!

الآن.. ماذا يقول المصريون؟.. ماذا يقولون وفي يوم أمس نفسه من يتحدث عن زيادة أسعار الكهرباء في الوقت نفسه الذي يصدر مجلس الوزراء بيانا ينفي فيه رفع الدعم؟!!

ونكرر السؤال: ماذا يفعل المصريون الآن؟.. لقد عاد البعض من قوى الشر يندس بينهم في عالمهم الجديد على شبكات التواصل الاجتماعي، ليذكرهم بما ينفيه أكثر أنصار السيسي تطرفا في دعمه، من أن النظام الحالي يسير على هدى نظام مبارك الذي كان يعاقب الناجح كما فعل مع أحمد جويلي ونادية مكرم عبيد وأحمد رشدي وغيرهم.. وكان يكافئ الفاشل والمشبوه كما فعل مع يوسف بطرس غالي وعاطف عبيد ويوسف والي وغيرهم وغيرهم.. الآن يربطون الخطوط ببعضها حتى يوقن الناس أن الناجح سيغادر موقعه، والفاشل سيبقى، وهذه في ذاتها كارثة كبرى تكفي لوحدها إفشال أي مستقبل وإحباط أي شعب.

والسؤال الآن: متى سيرحم هؤلاء الشعب المصري؟.. بل متى سيرحمون الرئيس السيسي نفسه؟.. غيرنا قد يسأل السؤال بطريقة أخرى يرددها الآن في سره وسيقول: ومتى يرحمنا الرئيس السيسي منهم ويرحم نفسه ويخلصنا من الفشلة وممن لا يجيدون التعامل مع الرأي العام ولا مع القرارات المهمة ولا مع توقيتها ولا مع طريقة إخراجها؟.. متى؟ ذاك هو السؤال!
الجريدة الرسمية