لأول مرة منذ عامين.. إثيوبيا الطرف الأضعف في مفاوضات سد النهضة.. الضغوط الدولية وانتفاضة الأورومو تمنح القاهرة قبلة الحياة.. الخوف من الاضطرابات الداخلية يضعف «ديسالين».. وخبراء يطالبون بانت
على مدى عامين هما عمر مفاوضات سد النهضة، كانت إثيوبيا هي الأقوى من ناحية نظامها السياسي المستقر واقتصادها المتنامي بشكل قوي، فيما كانت القاهرة تعاني أثناء حكم الإخوان وما ترتب بعده، من ضعف عام، وهو ما دفع أديس أبابا إلى استغلال الموقف جيدًا لتمرير عدد من القرارات التي جعلت من إنشاء السد أمرًا واقعًا، وأصبح الحديث فقط حول سنوات التخزين، وكان بداية هذا الاستغلال هو وضع حجر الأساس للسد في أبريل 2011، وقت انشغال الدولة بثورة يناير.
الاجتماع المقبل
يومان ويجتمع وزراء خارجية ري الدول الثلاثة مصر والسودان وإثيوبيا، بعد اجتماعهم الذي عقد في الخرطوم في بداية الشهر الجاري، ويستهدف الوصول إلى حل لاستئناف مفاوضات سد النهضة المتعثرة منذ شهرين، بعد انسحاب المكتب الهولندي من الدراسات الاستشارية، وبالتزامن مع هذا الاجتماع تعاني أديس أبابا الآن من انتفاضة الأورومو، بعد وقوع اشتباكات بين أكبر الطوائف في إثيوبيا وبين الحكومة المركزية، ما أدى إلى سقوط 70 قتيلًا من الأورومو - وفق وكالات الأنباء العالمية.
الجولة المناسبة
تلك الأجواء دفعت الكثير من المهتمين بالشأن الأفريقي والمياه، إلى القول إن تلك هي الجولة المناسبة التي يمكن استغلالها جيدًا في ظل ضعف الموقف الإثيوبي؛ بسبب اضطرابات بلاده الداخلية، بالإضافة إلى تسليط الأضواء على ما يحدث في أديس أبابا.
الضغوط الدولية
الدكتور محمود أبو زيد، وزير الري الأسبق، يرى أن ضعف إثيوبيا ليس بسبب الاضطرابات الداخلية وحسب، بل بسبب الضغوط الخارجية على حكومة "ديسالين"؛ بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، وهو ما يقلقه، خاصة أن الانتخابات الإثيوبية الأخيرة شابها الكثير من المخالفات التي تحدثت عنها منظمات حقوق الإنسان العالمية.
وتابع أن في علم المفاوضات هناك أوقات يجب استغلالها جيدًا أو فرص لا يمكن إهدارها، ومن تلك الفرض الجولة المقبلة التي يجب أن تخرج بنتيجة حاسمة، بعد أن شعر المواطن بأن ما حدث خلال الجولة الماضية هو هزيمة واضحة للقاهرة.
آراء الأورومو
الدكتور ضياء القوصي، خبير المياه الدولي، يرى أن هناك سببا آخر لضعف الجانب الإثيوبي في الجولة المقبلة، وهو الآراء التي يتبناها شعب الأورومو تجاه القاهرة، وهو أمر لا يخفى على الطرفين، وبينما تحاول مصر ألا تتحدث عن تلك النقطة حتى لا يكون إعلانا واضحا بدعم تلك الانتفاضة، إلا أن رئيس الوزراء ديسالين يدرك جيدًا أنه سلاح يمكن استخدامه في أي وقت، وبالتالي سيحاول تهدئة الأوضاع في الوقت الحالي من خلال الموافقة على بعض الخطوات في صالح القاهرة.
وتابع أن هناك هزة تجتاح الحكومة الإثيوبية الآن، خاصة أن المشكلة التي تسببت فيها وهي ضم أراضٍ من أجل الاستثمار تحت مسمى توسيع نطاق العاصمة أديس أبابا، تتعلق بمصالح دول غربية، وهو ما يعني أن ديسالين بين الدول الغربية بمصالحها، وشعب جاهز للانتفاضة في أي وقت.