رئيس التحرير
عصام كامل

الدكتور وسيم السيسي لـ«فيتو»: محمد.. رسول الضمير الحى

الدكتور وسيم السيسي
الدكتور وسيم السيسي

لا ينكر المنصفون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، جاء رحمة للعالمين في زمن الجاهلية، والأمية، والتخلف، كما أنه استطاع أن يحول قبيلة قريش إلى إمبراطورية كبرى تجاوزت حدود، شبة الجزيرة العربية، وأصبحت مترامية الأطراف لتنتشر رسالة الدين الجديد في أفريقيا، وشرق آسيا في ظل توافد الفتوحات الإسلامية، حتى أوربا.


المفكر القبطى، الدكتور وسيم السيسي، عالم المصريات المعجون بجينات الوطنية، الذي جعل مصر همه الأول متجردا من أي نزعة دينية، يصف رسول الإنسانية صلى الله عليه وسلم، بأنه شخصية عالمية جديرة بالحب، والأحترام منذ أن بعثه الله برسالة الإسلام، وحتى أن يرث الله الأرض، ومن عليها.
وعن رؤيته الخاصة للنبى محمد صلى الله عليه وسلم، وأبرز المواقف التي أثرت فيه والتي قام بها "صلى الله وعليه وسلم" وأمور أخرى كان الحوار التالى:

> بداية.. حدثنا عن رؤيتك الخاصة للنبى محمد (صلى الله عليه وسلم)؟
شخصية غير عادية، تطاع بفكره وما أوحى أليه، من السماء، استطاع أن ينشر العدل والسلام، والإخاء، والمساواة، والنور، بين ربوع الدنيا في زمنًا يصعب على غيره أن يحقق ما حققه من إنجازات.

> أي من هذه الإنجازات يمكن القول أنها أثرت فيك بشكل كامل دون غيرها من بقية الإنجازات التي تحدثت عنها؟
عندما ذهب الرسول الكريم ذهب إلى إحدى القبائل داعيا إياها للهداية، وتم قذفه بالحجارة، والشتائم، وعندها عاد يشكو لربه ضعفه، فيطلب منه جبريل أن يدك الأخشبين «جبلين» على هذه القرية الظالمة، فيرد الرسول (صلى الله عليه وسلم) عليه: اتركهم لعل من نسلهم يأتى من يقول لا إله إلا الله محمدً رسول الله، وليس هذا فقط بل نجده حتى في قمة انتصاره على قريش، وفتح مكة، كان العفو عند المقدرة عندما قال (اذهبوا فأنتم الطلقاء).

> من وجهة نظرك ما الدرس المستفاد من تلك الواقعة على وجه التحديد؟
الرسول الكريم جاء ليعلى من محكمة الضمير«إنما الأعمال بالنيات، ولكل أمرئ ما نوى، وحين جاءه أحدهم يقول: يا رسول الله إن هذا الرجل يخفى في نفسه غير ما يعلن، فأجابه الرسول «ص»: إن الله لم يأمرنى أن أشق قلوب الناس لأرى ما فيها،«صحيح مسلم».

> من واقع قراءاتك التاريخية المتنوعة.. أين مصر من عقل وتاريخ النبى محمد (صلى الله عليه وسلم)؟
الرسول عليه الصلاة والسلام عندما سألوه عن علاقته بالكنانة «مصر» قال: اصطفى الله من بنى إسماعيل الكنانة، واصطفى من الكنانة بنى مناف، واصطفى من بنى مناف قريشًا، واصطفى من قريش بنى هاشم، واصطفانى من بنى هاشم، فلم أزل خيارًا من خيار، أي أفضل الناس من أفضل الناس- نقلا عن عمر بن وائلة بن الأشنج-، كما أن النبى إدريس أول رسول عرفته البشرية ٥٥٠٠ق.م وزار كما زارها إبراهيم أبو الأنبياء، ومن بعده يعقوب ويوسف، أما موسى فقد تأدب بأدب المصريين وحكمتهم كما جاء في التوراة، كما زارها السيد المسيح مع العائلة المقدسة، وجاء في الكتاب المقدس: مبارك شعبى مصر.

وتزوج إبراهيم عليه السلام من هاجر المصرية، فأنجبت إسماعيل أبوالعرب جميعًا، والذي تزوج بدوره من امرأة مصرية، من بنات أخواله «بنى جرهم أي مهاجرى مصر» فالعرب كما ترى هم أحفاد المصريين، وأمتلأت الجزيرة بالمصريين، بنى مناف من منف، بنو شمس «رع»، بنو كنانة، وكان منهم قصى الجد الرابع للرسول عليه الصلاة والسلام، وكان يطلق على قصى كبير بنى مناف، وكان له أربعة أولاد بأسماء مصرية: عبدمناف، عبدشمس، عبدعزة «إيزيس»، عبدالدار «برحوتب»، أما الجد العاشر للرسول، فقد كان اسمه كنانة من خزيمة بن عبد مناف، وكان يلقب بالكنانى نسبة إلى مصر.

> إذا أردنا وضع شخصية النبى محمد (صلى الله عليه وسلم) في إطار فلسفي.. هل يمكن أن تقدم لنا قراءة لها من هذا الجانب؟
قراءة شخصية الرسول بعمق فلسفى، لا يمكن أن تتجاوز، ما قاله أمير الشعراء، أحمد شوقى، في الهمزية النبوية:
ولد الهدى فالكائنات ضياء..
وفم الزمان تبسم وثناء
يا أيها الأمى حسبك رتبة
في العلم.. أن دانت بك العلماء
وإذا رحمت فأنت أم أوأب..
هذان في الدنيا هما الرحماء
وإذا أخذت العهد أو أعطيته..
فجميع عهدك ذمة ووفاء
ما جئت بابك مادحا بل داعيا..
ومن المديح تضرع ودعاء
الجريدة الرسمية