رئيس التحرير
عصام كامل

نفاق أردوغان.. الإعلام يثور على الرئيس التركي بسبب التطبيع مع إسرائيل.. الاتهامات تلاحقه بشأن مصافحة الإرهابيين والتنازل عن حق شهداء أسطول الحرية.. وخبراء: أنقرة تعاني من التخبط بسبب فشلها الدبلوماسي

الرئيس التركي، رجب
الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان

أثارت الجهود التركية الحثيثة للتطبيع مع الكيان الصهيوني واستعادة العلاقات مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي سخطا واسعا في وسائل الإعلام التركية، التي كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يتوعدها ويهددها بشكل مستمر بالانتقام.


ووجه الصحفيون الأتراك تساؤلات استنكارية كثيرة لأردوغان بشأن تراجعه عن التنديد بجرائم الاحتلال في حق الفلسطينيين وتنازله عن حق ما فعله جنود الاحتلال بأسطول "مرمرة" الذي كان متوجها إلى غزة.

لقاء الإرهابيين
اعتبر "ألب أرصلان كويتول" رئيس ما يسمى بـ "وقف الفرقان" التركي تعاون أردوغان مع إسرائيل بمثابة لقاء مباشر بالإرهابيين بناء على ما سبق ووصفهم به، متهما إياهم بممارسة الإرهاب.

وقال كويتول: إن تركيا لم يبق لها أي صديق في المنطقة؛ بسبب اتباعها سياسات وصفها بـ "المستأسدة"، موضحًا أنها بدأت في التقارب مع إسرائيل بعدما شعرت بهذه العزلة.

واختتم حديثه موجها تساؤل لأردوغان: ألم تقل لإسرائيل إنهم يمارسون الإرهاب؟ صحيح، هل تلتقي بنفسك الإرهابيين اليوم؟

شهداء الحرية

من ناحيته رأى الكاتب "محمد كاميش" أن ما فعله أردوغان ليس إلا تنازلا عن حق شهداء أسطول الحرية الذين هاجمتهم قوات الاحتلال دون وجه حق.

وأشار إلى ما تعهد به الرئيس التركي أثناء توليه رئاسة الوزراء، معلقا على اعتداء إسرائيل على أسطول الحرية الذي كان يحاول الإبحار إلى قطاع غزة لكسر حصارها، بأن إسرائيل ستدفع ثمن شهداء أسطول الحرية قائلا: "اليوم هو يوم جديد ومن الآن فصاعدًا لن يكون أي شيء كما كان في السابق، إسرائيل لا يمكنها تنظيف الدم الذي يلطخ يديها بأي شكل من الأشكال".

ولفت إلى قول أردوغان عام 2010: "إن الذين يغضون الطرف ويتجاهلون قتل الرضع والأطفال الأبرياء والمدنيين، والذين يدعمون الاعتداءات الإسرائيلية في فلسطين سواء ضمنيًا أو علنًا، هم مسئولون بقدر مسئولية القتلة على الأقل، وهم مجرمون بقدر المجرمين الذين نفذوا الاعتداءات على الأقل".

تعرج دبلوماسي
"تعرج دبلوماسي"، هذا هو المرض الذي أصابت لعنته النظام التركي، بحسب رؤية الكاتب "جمالي أونال" الذي أكد أن تركيا تبحث عن سبيل للخروج من أزماتها عبر تطبيع العلاقات مع إسرائيل، بعدما تقطعت بها السبل؛ بسبب الفشل الدبلوماسي المتوالي في علاقاتها مع كل من سوريا وروسيا وإيران والعراق.

وأكد أن الاستراتيجية الجديدة التي انتهجتها تركيا تجاه إسرائيل تُشكّل أحد أبرز النماذج التي تبرهن على أن الدبلوماسية التركية تعيش أكبر تعرجاتها في السنوات الأخيرة.

ولفت إلى تصريحات رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو والرئيس رجب طيب أردوغان اللذين سعيا إلى كسب دعم الرأي العام إلى صفوفهما عن طريق انتقادات شديدة استهدفا بها إسرائيل باستمرار خلال حملات الانتخابات البرلمانية لهذا العام.

أرض النفاق
الكاتبة التركية "سفجي أكارتشيشما" رأت أن الأزمة الحقيقية ليست في إعادة العلاقات مع إسرائيل ولا تطبيعها، ولكن الأزمة تكمن في تحول الدولة إلى صورة من أرض النفاق.

وأكدت أكارتشيشما: إن خطورة الوضع في السياسة الخارجية، لعبت دورا كبيرا في عودة العلاقات مع إسرائيل، موضحة أنه لو كانت تركيا بلدا عاديا لكانت سياسات النفاق التي تنتهجها الحكومة تسبب صدمة كبيرة لدى المجتمع.

وتابعت ساخرة: "لكننا حين نتذكر بأننا لسنا في دولة طبيعية، علينا ألا نستغرب السكوت إزاء تغيير المسار إلى الاتجاه المعاكس تماما".
الجريدة الرسمية