رئيس التحرير
عصام كامل

«مؤامرة تميم » المواجهة على الأراضى الإثيوبية.. قطر تمنح الخرطوم مليار دولار فاتورة «تعطيش مصر».. الدوحة تستعين بفريق «متعدد الجنسيات» لضرب السياحة بـ «أهرامات البشي

الأمير تميم بن حمد
الأمير تميم بن حمد

محاولة أو تعمد اختصار المشهد المرتبك الخاص بأزمة "سد النهضة" الإثيوبي في تعنت أحد الأطراف المتفاوضة، أو محاولة البعض إعاقة سير التفاوض يكون نوعا من "العبث السياسي" الذي لا يجب أن يكون له وجود في هذه الأزمة، فكافة الشواهد والمعلومات المتاحة لوسائل الإعلام، تشير إلى أن الأزمة أكبر من أن يلقي وزير بـ"ميكرفيون فضائية" أو أن تتلقى القيادة السياسية بـ"وفد شعبي" لا يتمتع بالثقل الذي من الممكن أن يعدل موازين القوى، أو أن يعدل مسار التفاوض.


الشواهد تشير إلى أن أنظمة دولية دخلت الملعب الإثيوبي، قررت اللعب على المكشوف، دفاعا عن مصالحها ممكن، أو إعاقة مصالح القاهرة وإحراجها وتضييق الخناق عليها، والسبب السابق الأكثر قابلية للتصديق، وهو أمر كشفه التقارب بين دولة السودان، وتحديدا رئيسها وإمارة قطر التي تربطها و"البشير" علاقات وطيدة جدا.

السودان التي أعلن وزير مياهها اعتذاره عن الجولة العاشرة لمفاوضات السد مما تسبب في تأجيلها لأكثر من أسبوعين، لم تكن تتحرك من تلقاء نفسها فبجانب التعليمات الإثيوبية كانت هناك الأوامر القطرية التي مثلت ضغطًا حقيقيا على حكومة عمر البشير.

الضغط جاء تلك المرة بالمال، وكانت البداية ما ذكره موقع المونيتور الأمريكي عن دعم قطر لمشروع أهرامات السودان لضرب السياحة في مصر ليكون الضغط عليها من كافة النواحي، لافتًا إلى أن هناك فريقا متعدد الجنسيات يعمل حاليًا في أهرام البجراوية الذي تعتبره منظمة اليونسكو تراثا عالميا وذلك لإنعاش المكان بكل الإمكانيات المتاحة لمنافسة القاهرة، وتقوم على هذا المشروع مؤسسة متاحف قطر لرعاية منظمة تنمية الآثار النوبية.

تجدر الإشارة هنا إلى أنه خلال العامين الماضيين زاد التقارب السوداني القطري، وظهر ذلك في أبريل 2014 بعد أن منحت قطر مليار دولار إلى حكومة البشير لما أطلق عليه مشروع التنمية حتى عام 2016، وخرج وقتها البشير ليؤكد شكره وتقدير وقوة العلاقة بين البلدين، أما وزير المياه السوادني فأكد أن قطر الحليف الأهم للخرطوم في الوطن العربي.
زيارات البشير المتكررة تناولت كل الملفات كان أكثرها ريبة الزيارة التي تمت بعد المؤتمر الاقتصادي الذي عقد في القاهرة ولم تحضره قطر، ليخرج البشير بعد تلك الزيارة ببعض الأموال ومديح لأمير قطر تميم بن حمد.

في وسط تلك العلاقات القوية بين الخرطوم والدوحة كان ملف سد النهضة حاضرًا ولم تكن المبادرة التي طرحتها الإمارات للمساعدة في حل الأزمة إلا ردًا على الدور القطري في تقوية شوكة السودان للتضامن مع إثيوبيا، وهنا كما يرى الدكتور نادر نور الدين أن الخرطوم تلعب على كافة الأصعدة لتستفيد سواء من إثيوبيا أو من قطر اللذين ترعاهما أمريكا في كل الأحوال.

"نور الدين" أوضح أيضا أن قطر طلبت أكثر من مرة أن ترفض السودان أي دراسات متعلقة بسد النهضة، وهو ما أكده أحد أعضاء اللجنة الثلاثية الذي أكد أن موقف السودان خلال الشهرين الماضيين كان موجها، لافتًا إلى أن البشير خاضع للكثير من الدول على رأسهم قطر التي تساومه من خلال المشاريع لضرب القاهرة في أكثر من ملف على رأسها سد النهضة.

"نقلا عن العدد الورقي...."
الجريدة الرسمية