رئيس التحرير
عصام كامل

اعترافات أسير تركى قاتل في تنظيم «داعش»

تنظيم داعش الارهابي
تنظيم داعش الارهابي

أجرت وكالة «سبوتنيك» الروسيه، مقابلة مع أحد عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، الذي وقع أسيرا في أيدي وحدات الدفاع الشعبي الكردية.

وبحسب الوكالة إن الأسير محمود غازي تتار، تركي الجنسية، من مدينة أديامان، يبلغ من العمر 24 عاما، انضم إلى «داعش» وقاتل في صفوفه، ولكنه وقع في الأسر على أيدي مقاتلي القوات الكردية.


في حديث خاص للوكالة الروسيه تحدث الأسير عن تنظيم «داعش» من الداخل، وخاصة عن كيفية تجنيد الشباب التركي في صفوف التنظيم، وعن تجارة النفط مع تركيا.

أصول كردية
وقال الأسير: «أنا كردي الأصل، عائلتنا مؤلفة من ثلاثة أشقاء، كان والدي يعمل ميكانيكيا، ونحن من عائلة عادية، كنت أدرس في الجامعة، ولكن في أبريل الماضي، تركت الدراسة وانضممت إلى «داعش»، في أديامان حيث كان هناك مخيم للاجئين السوريين».

واستطرد: عملت هناك كمتطوع في غرفة الطعام، أوزع الطعام على اللاجئين، وتعرفت على أحمد ك، وهو أيضا من أديامان، حدثني عن الإسلام، وأثر على كثيرا، فبدأت بالصلاة والصوم، وبعد انتهاء العمل التطوعي في المخيم افترقنا، ولم أر أحمد مدة طويلة.

أصول الدين
وواصل حديثه قائلا: ذات يوم التقيت به في وسط أديامان، فطلب رقم هاتفي، وعرض على أن نلتقي مرة أخرى، فوافقت، بعد نحو أسبوع اتصل بي واتفقنا أن نلتقي في مقهى، ومنذ ذلك الحين التقينا عدة مرات، قال لي مرة، إنه ينوي إعطاء دروس في قراءة القرآن في منزله، ودعاني لحضور تلك الدروس، بدأت أذهب إلى دوراته، بعدها وخلال 5 أشهر، علمني أسس الدين الإسلامي".

نقطة الانطلاق
سرعان ما أعلنت الشرطة عن «أحمد ك» في بحث جنائي، لذلك قرر مغادرة أديامان والانضمام إلى «داعش» في سوريا، وقد ترك لي رسالة مع رجل يدعى إبراهيم كتب فيها أنني أستطيع إذا أردت، أن أذهب إلى سوريا والانضمام إلى المجموعة، وقال إبراهيم إنه سيساعدني في عبور الحدود إلى سوريا، فأرسلني إلى موقف لسيارات الأجرة في مدينة كيليس، وقال لي أبحث هناك عن رجل يدعى "مهرب".

واستطرد: وصلت إلى كيليس ووجدت الرجل الذي تكلم عنه إبراهيم. فقادني بدوره إلى الحدود مع سوريا بالقرب من مدينة جرابلس.

حدود هاوية
أنا و17 شخصا آخرين عبرنا الحدود في الساعة العاشرة صباحا، على بعد كيلومتر واحد من المعبر الحدودي قرقميش، خلال الوقت الذي عبرنا به الحدود، لم نر جنديا تركيا واحدا، كل الأشخاص الذين عبرت معهم الحدود، كانوا رجالا من مختلف الأعمار من 17 إلى 50 عاما، كلهم كانوا يريدون الانضمام إلى «داعش». على الجانب السوري من الحدود استقبلنا عضو من «داعش» يدعى أبو بكر. وأخذنا إلى قرية، تقع على بعد كيلومتر من الحدود. مكثنا هناك فترة من الزمن، ثم أخذنا مقاتل يدعى أبو طلحة إلى منطقة الباب. أقمنا في مبنى سكني. بعد بضعة أيام انضم إلينا 10 أشخاص آخرين، أصبح عددنا 27 شخصا. ثم انتقلنا إلى مخيم للتدريب يبعد 5 كم عن الحدود. هناك تلقينا التدريب العسكري وحضرنا دروسا دينية.

نيل الشهادة
قبل بداية التدريب، سألوا كل واحد منا هل تريد أن تكون شهيدا، أنا رفضت. هذا السؤال يطرحونه على جميع المجندين الجدد. أولئك الذين يوافقون، يتلقون تدريبا دينيا خاصا في غضون 6 أشهر. ولأنني رفضت، استمر تعليمي وتدريبي 70 يوما، تعلمنا بكتب تركية. وخلال التدريب، كان يأتي إلينا عدة أشخاص بدون لحي من تركيا ليفحصونا، وليسوا أعضاء في "داعش".

المجندون الأتراك
«بمجرد أن انتهى تدريبنا، أرسلونا في "مهمة"، سألونا إلى أين نود الذهاب، ولكن اتخاذ القرار النهائي بيد قادة المجموعة. وأرسلت مجموعتنا، المؤلفة من 27 شخصا إلى مدينة تل أبيض».

كانت مجموعتنا كاملة مؤلفة من أتراك، وأسماؤنا بقيت سرية، نقلونا إلى تل أبيض معا على متن سيارتين حتى مدخل المدينة، ثم تم تقسيمنا إلى مجموعتين، وزعتا على منزلين مختلفين. أرسلونا إلى تل أبيض لأن معظم سكان المدينة من التركمان. وكانت أغلبية أعضاء «داعش» الأتراك موجودة في تل أبيض. خلال هذه الفترة، لم يسمح لنا الاتصال بعائلاتنا. بعد اتمام التدريب سمح لي بالتكلم مع أهلي في أديامان، تحدثت مع والدتي، فطلبت مني العودة إلى المنزل، في تلك اللحظة أجهشت بالبكاء. أول ستة أشهر بعد الانضمام إلى التنظيم، «داعش» لا يسمح لأحد أن يلتقي بعائلته.

هدفهم ليس تركيا
في معسكر التدريب قال لنا القادة أن «داعش» لن يهاجم تركيا. وفق ما فهمته، أثناء التدريب، ويقاتل في صفوف «داعش» أكثر من ألف مواطن تركي، كما أن أعضاء «داعش» يقتربون من الشخص فقط عندما يرونه وحيدا، ويحدثونه عن الإسلام، عن فضيلة الجهاد. والتدريب في تركيا يتم في منازل كانوا يستأجرونها في الأحياء الفقيرة، حيث كان أحمد ك يقول لنا أن «داعش» هو المنظمة الوحيدة التي على حق، وتريد إنشاء دولة إسلامية في جميع أنحاء العالم، وقريبا سوف تتحول جميع البلدان إلى خلافة «داعش».

الأكراد لا يقتلون الأسرى

في منتصف يونيو الماضي أسرتني القوات الكردية في تل أبيض، وقادة «داعش» أخبرونا أن القوات الكردية اقتربت من المدينة، وأمرونا بمغادرة تل أبيض عموما، لكن تمكنت مجموعة مؤلفة من 400 مسلح من الهروب، بعد استلام أمر التراجع، اما أنا ومجموعة مؤلفة من 70 شخصا ركبنا شاحنة وتوجهنا إلى أقرب قرية، وهناك انتظرنا نصف ساعة، وكانت مجموعات أخرى من المسلحين موجودة في القرية، وعندما حان وقت مغادرة القرية، تبين أن السيارات لا تكفي للجميع، وبقي في القرية 12 شخصا، من بينهم كنت أنا، وبسبب قصف قوات التحالف قتل ستة منا، اما أنا لم أقرر الفرار من القرية، وقد غيرت ملابسي إلى ملابس مدنية وانتظرت هناك حتى الصباح، واعتقدت أنني أستطيع الهروب إلى الرقة، ولكن الأكراد شغلوا جميع المواقع، وبدأ سكان الريف يعودون إلى منازلهم. فغادرت القرية.


معاملة طيبة
في هذه اللحظة ألقى الجنود الأكراد القبض على فاستسلمت، الأكراد يعاملون الأسرى بشكل جيد، يطعمونهم ويقدمون لهم الماء، وحتى السجائر، وقد حبسوني في غرفة مع عدة أشخاص آخرين، ولم أعتقد أنهم سيعاملونني بشكل جيد، خفت من التعذيب، وظننت أنهم سوف يقتلوننا، ولكن اتضح أن القوات الكردية لا تقتل الأسرى، وقد سمعت أن مقاتلي «داعش» عندما يلقون القبض على الأكراد، يقتلون بعضهم فورا، ويبقون البعض على قيد الحياة، من أجل تبادل الأسرى مع وحدات الدفاع الشعبي الكردية.

شعور بالندم
وتابع: نادم على انضمامي إلى «داعش»، ولكن هذا لا يهم الآن، إذا بادلوني سيقتلوني مسلحو «داعش» لأني تحدثت عنهم، وإذا عدت إلى تركيا، سيضعوني في السجن لأني كنت عضوا في «داعش».

تهريب النفط إلى تركيا "
وقال: خلال تدريبنا في المعسكر، في شهر مايو الماضي، قال لنا أبو طلحة أن التنظيم يبيع النفط إلى تركيا، والأموال التي يتم جمعها من بيع النفط لتركيا، تساعد «داعش» في حل جميع الصعوبات المالية، لذا كانوا يملؤون النقالات بالنفط والمازوت والبنزين ويرسلونها كل يوم إلى تركيا، فالمصدر الرئيسي للدخل في «داعش» هو تجارة النفط، واحتياطي النفط لدى التنظيم يكفي لفترة طويلة، وقال لنا أبو طلحة أن التنظيم يكسب أموالا كثيرة من التجارة مع تركيا، وأضاف أيضا إن النفط يباع من خلال عدد من رجال الأعمال والتجار، ويتلقى «داعش» بدوره العديد من المنتجات والمواد الغذائية من تركيا والدول العربية، وتابع أن قادتنا الميدانيون كانوا لا يعيرون اهتماما للقصف الأمريكي، لأنهم يعتبرونه شكليا، فقط لذر الرماد في العيون.

مهاجمة إسرائيل
ذات يوم، سأل أحد المقاتلين لماذا «داعش» لا يحارب إسرائيل. فأجاب أبو طلحة: "أولا يجب كسر الجدار الصغير، ومن ثم نهجم على الكبير"، فمعظم المجندين الجدد الذين ينضمون إلى «داعش» من المملكة العربية السعودية، وتونس، واليمن، وقطر، ولبنان ومصر، يأتون عبر الحدود التركية، لسهولة عبورها، وفي نفس الطريق يسلكه القادمون من أوربا وأمريكا، وقال لنا القادة أنهم يخططون للقيام بعمل إرهابي يفوق بحجمه هجمات 11 سبتمبر في أمريكا.
الجريدة الرسمية