إبراهيم زكزكي.. شرارة الحرب الطائفية بنيجيريا «بروفايل»
سلطت الاشتباكات العنيفة، بين قوات الجيش النظامي، وأتباع الحركة الإسلامية في مدينة زاريا بولاية كادونا النيجيرية، الضوء على عالم الدين الشيعي ورجل السياسة، إبراهيم زكزكي، بعد اتهام الطائفة الشيعية بمحاولة اغتيال رئيس هيئة أركان الجيش توكور بوراتاي.
ولد إبراهيم زكزكي، في 5 مايو 1953، واعتقل أكثر من 9 مرات، ولكن الاشتباكات الأخيرة التي أسفرت عن مقتل 60 شخصًا أثارت موجة من احتجاجات في جميع أنحاء نيجيريا نظمها أبناء الطائفة الشيعية في دول أغلبيتها من المسلمين السنة.
وانتهز "زكزكي" اندلاع الثورة الإيرانية عام 1979، وأخذ يروج للمذهب الشيعي، معتقدًا أن تأسيس جمهورية على أساس خطوط دينية مشابهة في نيجيريا هو أمر ممكن.
وفي عام 2009، ألقى "زكزكي" محاضرة باللغة الإنجليزية في العاصمة البريطانية لندن في الذكرى السنوية الـ20 لوفاة "آية الله الخميني"، المرشد الأول للثورة الإسلامية بإيران.
حرب طائفية
وبحسب موقع «بيزنس إنسايدر» الأمريكي، فإن نيجيريا، التي تعد من أكبر الدول الاقتصادية في أفريقيا، معرضة لأزمة طائفية خطيرة، خاصةً وأن الحركة الإسلامية، المدعومة من إيران، تواجه تنظيم «بوكو حرام»، الموالي لـ«داعش» بجانب مواجهتها الحكومة.
ووفقًا لمؤسس المجموعة الاستشارية لجنوب الصحراء الأفريقية بات أوهايون، فإن المسلمين الشيعة مندمجون جيدا في نيجيريا، ولا يتعرضون للتفرقة أو الملاحقة، ولكن أتباع "زكزكي" علاقتهم متوترة مع جهاز الأمن النيجيري.
ولعل السبب الرئيسي للاحتجاجات في نيجيريا، هو عدم اقتناع الشيعة بسبب اعتقال "زكزكي"، إذ يقول الجيش النيجيري إن أتباع الزعيم الروحي اعترضوا موكب يقل رئيس أركان الجيش، وبدأ هؤلاء الأتباع بمهاجمة الموكب قبل أن ترد عليهم القوات العسكرية بالقوة، فيما تؤكد الحركة الإسلامية، أن الجيش هاجم مصلين غير مسلحين بينما كانوا يشاركون في مسيرة سلمية.
وأكد الموقع الأمريكي، أن العنف الذي تشهده نيجيريا يسلط الضوء على مدى التحدي الذي تشكله إيران والجماعات الموالية لها، في دول بعيدة عن التوتر الطائفي في منطقة الشرق الأوسط.
واعتبر الموقع، الحركة الإسلامية النيجيرية تنظيما قويا وذا نفوذ مثل "حزب الله" في لبنان، ولكنها لا تهدف إلى خنق الدولة أو مشاركتها الحكم كما يفعل «حزب الله».
وبالرغم من ذلك، بعد أعمال العنف الأخيرة، صدرت تحذيرات من احتمال تحول الحركة وأتباعها إلى متطرفين، إذ حذر محمد سعد أبو بكر الثالث، السلطان الحالي لسوكوتو، زعيم روحي إسلامي مرموق في نيجيريا، السلطات مطالبًا إياها بممارسة "ضبط النفس" لتفادي خلق مجموعة متشددة أخرى على غرار حركة "بوكو حرام" في البلاد.
العلاقة الإيرانية
وردت إيران بحزم على النزاع بين المجموعة الشيعية وبين الجنود النيجيريين. ودعا الرئيس الإيراني، حسن روحاني، دعا نظيره النيجيري محمدو بوهاري إلى تشكيل لجنة لتقصي الحقائق للتحقيق في أحداث العنف الأخير.
ويُقال، إن إيران استدعت رئيس البعثة الدبلوماسية النيجيرية في طهران للاحتجاج على الاشتباكات، ولطلب توفير الحماية للشيعة المسلمين في نيجيريا.
ونفى "زكزكي" في السابق أن تكون الحركة الإسلامية في نيجيريا تتلقى تمويلًا من إيران، لكنه يبدو من التطورات الأخيرة أن للحركة حليفا مفعما بالقوة في أي نزاعات مستقبلية.