رئيس التحرير
عصام كامل

تنازلات تركيا لاستكمال التطبيع مع إسرائيل.. طرد «العاروي» من أنقرة من أجل عيون تل أبيب.. تصفية «قنطار» عربون محبة.. الاحتلال يتعنت: «لن نغير سياسة الحصار ضد غزة»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

رفعت تركيا الراية البيضاء، معلنة رغبتها في التطبيع الكامل مع الكيان الصهيونى، وجرت لقاءات سرية بين الجانبين قبل أن يتم الإعلان عن ذلك رسميًا.


تركيا التي تعانى حاليًا من أزمات عدة مع جيرانها، وبلغ بها الحال الدخول في صراع أشبه بحرب غير معلنة مع دولة عظمى مثل روسيا، على خلفية حادث إسقاط المقاتلة الروسية، لم تجد أفضل من تل أبيب لتكون حليفًا مقربًا لأنقرة.
بيع حماس
ويبدو أن تركيا دفعت مقدمًا من أجل التطبيع مع إسرائيل، ففى البداية باعت الحركة حماس بلا ثمن، وأكدت آخر التقارير الإسرائيلية أنه على إثر تجديد العلاقات بين الدولتين وافق الرئيس التركى، طيب أردوغان على طرد العاروري، القيادي في حماس، من تركيا، رغم أنه لن يغلق مكاتب حماس.

طرد العارورى
وذكرت صحيفة «معاريف» العبرية، أن تركيا أكدت من جانبها أنها ستمنع العارورى من العمل على أراضيها.

وطرد العارورى الليلة الماضية من تركيا وذلك بعد أن وضعت إسرائيل طلب طرده كشرط لاستكمال اتفاق المصالحة بين تركيا وإسرائيل الذي يجرى بلورته حاليًا.

وتم ترتيب مسألة الطرد بالتنسيق مع زعيم الحركة، خالد مشعل، الذي التقي بالرئيس أردوغان، قبل يومين، برئيس الحكومة التركية داوود أوغلو، إلا أنه ووفق وسائل إعلام عربية، قد ترك العاروري تُركيا منذ عدة أشهر، وهو يتنقل الآن من دولة إلى أُخرى دون أن يجد له مكانا ثابتا، بسبب الضغط الذي تُمارسه إسرائيل والولايات المُتحدة على تركيا.

«القنطار عربون محبة»
حماس لم تكن العامل الوحيد لإظهار الولاء التركى لإسرائيل، فجاءت «خبطة» اغتيال سمير القنطار القيادى في حزب الله، وخاصة بعد إعلان الجيش السورى الحر تبنيه المسئولية، رغم الأنباء التي وردت على لسان حزب الله نفسه بأن إسرائيل هي المتورطة في الحادث، ولا يخفى على أحد التعاون بين الجيش الحر وتركيا مما يشير إلى إحتمالية أن يكون تنفيذ العملية «عربون محبة»، من انقرة لإسرائيل.


رئيس الموساد الجديد، يوسي كوهين، عقد عدة لقاءات مع مسؤولين أتراك؛ في الأسبوع الماضي، ووفق الاتفاقات التي تم تحقيقها ستعود العلاقات بين إسرائيل وتركيا كما كانت عليها في السابق.

وجرت مباحثات التسوية بين إسرائيل وتركيا بعد أزمة مستمرة منذ عدة سنوات كانت قد بدأت منذ قضية أسطول مرمرة، الذي هاجمه جنود الجيش الإسرائيلي لمنع دخوله إلى قطاع غزة، فقتل في الحادثة 9 من الناشطين الذين كانوا على متن الأسطول، وكانت غالبيتهم من الأتراك.

تعنت إسرائيلى
أما الموقف الرسمى لتل أبيب من دعوات المصالحة التركية فيظهر تعنت شديد مقابل لين تركى شديد، الأمر الذي يظهر في تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو التي قال فيها إن إسرائيل ترفض الشرط التركي، وأنها لا تنوي فك الحصار الذي تفرضه على قطاع غزة.

وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن نتنياهو قال في جلسة لكتلة الليكود، إن إسرائيل لا تنوي فك الحصار المفروض على قطاع غزة في إطار اتفاق مع تركيا.

وأضاف نتنياهو، إن إسرائيل تجري اتصالات مع تركيا كل بضعة شهور، مضيفا أنه لا يوجد تفاهمات بعد، لأن هناك قضايا تهتم بها إسرائيل، مثل نشاط حركة حماس ولكن ذلك لا يكفي، لكن نريد ضمان عدم وجود نشاط إرهابي من أراضي تركيا.

وتطرق نتنياهو إلى المطلب التركي الذي يطرح في كل مرة يجري فيه الحديث عن إعادة العلاقات بين تركيا وإسرائيل، وقال إن تركيا تقف ضد الحصار، إلا أن إسرائيل بالطبع، لا تنوي تغيير سياسة الحصار البحرى، مما يظهر مدى المهانة التي تتعرض لها تركيا من تل أبيب رغم تقديمها صكوك الغفران للاحتلال.

ومن جهته، قال الوزير أوري أرئيل، لقناة الكنيست، إن إقامة الميناء في غزة هو أمر إيجابي لإدخال البضائع، وأنه على إسرائيل أن تسيطر من الناحية الأمنية فقط، باعتبارها مسوؤلة عن المنطقة.
الجريدة الرسمية