رئيس التحرير
عصام كامل

رسائل السيسي للمصريين في ذكرى المولد النبوي.. يشرح رؤيته لتجديد الخطاب الدينى.. يؤكد: لست طامعا في السلطة.. واستهداف المتطرفين للجيش والشرطة لايقره دين.. ويناشد الشعب بمساندته للنهوض بالبلاد

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح اليوم الثلاثاء الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف الذي نظمته وزارة الأوقاف بقاعة مؤتمرات الأزهر.

حضر الاحتفال المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف وقداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وفضيلة الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية.

وحضر الاحتفال أيضا الوزراء وبعض المحافظين وسفراء الدول الإسلامية والعربية بالقاهرة ورموز العمل الحزبى وقيادات الأزهر والأوقاف إضافة إلى نحو 300 من علماء الأوقاف من مختلف المحافظات.

ووجه الرئيس السيسي كلمة بهذه المناسبة إلى العالم الإسلامى حول رؤيتة لتجديد الخطاب الدينى ومختلف التطورات الراهنة على الصعيدين المحلى والدولى.

التهنئة

وقدم السيسي خلال الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، التهنئة للشعب المصري مطالبا بضرورة أن يكون الاحتفال بهذه المناسبات بالاستفادة منها وما تحمله من قيم سامية وأسوة حسنة تساهم في تقدم البشرية.

النهوض بالدولة

وناشد السيسي، الشعب المصري بمساندته في النهوض بالدولة، مشيرًا إلى أن الجميع مسئول قائلًا: "هتتحاسبوا على عملتوه معايا... زي ماهتحاسب عنكم عملت معاكوا إيه".

أنا منكم وهفضل منكم

وتابع الرئيس قائلا: «أنا منكم وهفضل منكم وعايز أكون منكم على طول» منتقدًا من يفرق الأمة إلى أقباط ومسلمين والتمييز على أساس الجنس أو اللون أو المعتقد.

أمة واحدة

وأكد السيسي أن الله خلق الناس أمم وليس أمة واحدة، وأديان وليس دينا واحدا قائلا: «هو إحنا هنعيش لوحدنا مش هنعيش مع العالم».

ووجه الرئيس السيسي رسالة إلى أعضاء مجلس النواب بضرورة العمل مع المسئولين يدا بيد وليس بمبدأ المواجهة، قائلا: "احنا مع بعض مش ضد بعض".

السلطة بيد الله

وأضاف الرئيس السيسي: أن السلطة بيد الله، "لو عايزينى أمشى هامشى من غير ماتنزلوا بشرط أن تكونوا كلكوا عايزين كده مش تيجى مجموعة توجه نفس الدعوات في مناسبة الأعياد التي نحتفل بها -أنا لست طامعا في السلطة لأن السلطة بإرادة الله".

وطالب الرئس السيسي بالتصدي للفكر الخاطئ الذي يسيء للإسلام والمسلمين ويدمر الأمة الإسلامية، مؤكدا ضرورة تجديد الخطاب الديني وفقا للدين الإسلامي الحنيف.

أخلاق الرسول

وأكد «السيسي»، ضرورة الاقتداء بأخلاق الرسول عليه الصلاة والسلام وخاصة قيم الصدق والأمانة والإخلاص، كما طالب رئيس الجمهورية بالتأسي بأخلاق الرسول وصفاته وأوامره وإحسان القول والعمل والأخذ بالأسباب بالتعليم وحسن التوكل على الله وبالقدوة الحسنة للرسول من أخلاق وصدق وأمانة.

خطاب ديني حقيقي

وانتقد السيسي في كلمته الفكر الديني الخاطئ لدى البعض والذي يسيء للإسلام، مؤكدًا أهمية إيجاد خطاب ديني حقيقي يتناغم مع مقتضيات العصر ويرفض الأعمال التي تسيء إلى الدين.

وشدد الرئيس السيسي على أهمية احترام أجهزة الدولة لكرامة المواطن، مؤكدا على أن المؤمن بالأديان السماوية لا يقتل الناس كما تفعل الجماعات التي شوهت الدين ووضعت تفاسير مغلوطة له تستخدم في القتل مستغربا من قتل الناس المختلفين في العقائد دون مبرر في الدين.

الشهيد

وأضاف الرئيس السيسي أن استهداف المتطرفين لرجال الجيش والشرطة والقضاء لا يقره دين، لافتا إلى أن من يموت وهو يؤدى عمله فهو شهيد وأن السلطة لا تقتل أحدا بل تواجه إرهابا يقتلها لذا تضطر لمحاربته وأنه لم يضيع مصر بل سيعمل على تأمينها وهو يراهن على إرادة الجميع.

وشدد السيسي على أن مصر تحتاج إلى صبر ونكران ذات وعمل، خاصة بعد استكمال استحقاقها الأخير بانتخاب البرلمان لتفتح صفحة جديد من تاريخها بإرادتها.

وأكد الرئيس السيسي أنه سيظل يعمل من أجل حياة أفضل لـ90 مليون مواطن وسيسئل عنهم يوم القيامة، كما يسألون عن تعاونهم معه.

وأشار الرئيس إلى أنه التقى مؤخرا أسرة الجندي الشهيد محمد أيمن، ليشد من أزرهم فوجد أنهم جاءوا ليشدوا من أزره، معبرا عن اندهاشه من الذين يخونون الوطن، ويمارسون الإرهاب والعمالة لصالح دول أخرى، تستخدمهم من أجل تفكيك الوطن تحت مسميات ودعوات متعددة.

تفكك الأوطان

وقال الرئيس السيسي: إن هناك أوطانا ودول تفككت منذ 30 عاما ولم تعد مرة أخرى، وتحول شعبها إلى لاجئين ومشردين افتقدوا الوطن وافتقدوا الأم.

وشدد السيسي على أنه لن يقبل المساس بمواطن مشيرا إلى أن ترويع، وليس تشريد، مواطن واحد ضمن الـ90 مليون يعد جريمة لن يقبلها.

وقال الرئيس السيسي لرجال الدين: إنه يتعامل بلطف مع كافة الفئات إلا علماء الأزهر، لأنهم أهل الحق وهم مع الحق، وسيسألون عنه وعن تغيير الأفكار المغلوطة.


وطالب الرئيس علماء الدين بتحويل ما يقولونه إلى سلوك يراه الناس في ترسيخ المواطنة والكرامة والوطنية، وتوظيف الكلام من أجل مصلحة الناس قائلًا: «كلام شيخ الأزهر صحيح احنا صحيح هننتصر في المعركة دى، بس المسألة هتاخد وقت طويل وإذا لم نغير سلوكنا يبقى احنا بنضيع الدين، لأن الدين لا يقبل القتل والخيانة والتآمر، كما فعل البعض وضيعوا أوطانهم».

تكريم 8 علماء

وكرم رئيس الجمهورية 8 علماء من مصر والخارج ساهموا في نشر الفكر المعتدل وهم الشيخ محمد مطر الكعبى رئيس هيئة الأوقاف بدولة الإمارات العربية والدكتور يعقوب الصانع وزير الأوقاف الكويتى لجهدهم في دعم الفكر الصحيح والاستقرار ودعم مصر.

وكرم أيضا 6 كوادر مصرية من رجال الدين منهم القيادى بوزارة الأوقاف الدكتور أمين عبد الواحد مدير مديرية أوقاف شمال سيناء والدكتور أحمد عجيبة أمين عام المجلس الأعلى للشئون الإسلامية والشيخ عبد الحكم عبد اللطيف شيخ عموم المقارئ المصرى والدكتور طه أبو كريشة نائب رئيس جامعة الأزهر الأسبق والدكتور جعفر عبد السلام أمين عام رابطة الجامعات الإسلامية، والدكتور عبد الغفار هلال من كبار أساتذة جامعة الأزهر.

واستعرض وزير الأوقاف في كلمته خلال الاحتفال، جهود الوزارة للارتقاء بالخطاب الديني والأئمة والدعاة وقدم هدية لرئيس الجمهورية باسم أئمة الأوقاف وألقى شيخ الأزهر كلمة مماثلة عن دور الأزهر لنشر الإسلام الصحيح والتصدى للغلو والتطرف.
الجريدة الرسمية