الصانعون والداعمون «الإرهاب» يضحكون على العالم !!
عندما تسمع الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين الذن صنعوا الإرهاب وصدروه للعالم أجمع من أجل استمرار مبيعاتهم للسلاح يتحدثون عن مكافحة الإرهاب ويشكلون تحالفًا دوليًا لمواجهة «داعش» مولودهم الجديد على الأرض العربية السورية، تنتابك نوبة من الضحك من فرط السخرية.
وعندما تسمع أن تحالفًا إسلاميًا يضم ما بين قطر وتركيا الداعمين الأوائل «التنظيمات الإرهابية» التي غزت العالم والتي جاءت إلى سوريا تحت مسميات مختلفة النصرة وجند الشام وغيرها وانتهت إلى داعش حيث كانت ومازالت السعودية وقطر، يدفعون فاتورة استمرار هذه التنظيمات الإرهابية في حربها ضد سوريا والعراق ولبنان واليمن وليبيا وتونس والجزائر ومصر والسودان والصومال وكل بقعة عربية نبتت فوقها هذه النباتات الشيطانية، وبالتالى أي حديث عن مكافحة الإرهاب من هؤلاء الداعمين، يثير الكثير من السخرية ويجعلك تضحك بشكل هستيرى ودون وعي، وتردد بينك وبين نفسك على من تضحكون أيها البلهاء.
ولم تكتف الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها الغربيون، ولا السعودية وحلفاؤها المتأسلمون بصناعة ودعم الإرهاب حول العالم فقط بل يحاولون الآن ومن خلال سيطرتهم وهيمنتهم على وسائل الاتصال والإعلام العالمية، تزييف وعي البشر وغسل أدمغتهم وإقناعهم بأن مصادر الإرهاب وتمويله ينبع من داخل المجتمعات التي ظهر بها الإرهاب، وبالطبع يعتمدون على الذاكرة المهترئة للمواطن حول العالم والمنهكة بشكل لا يمكنه تذكر الأحداث المتتالية والمتلاحقة، فيصدق ما يتلقاه عبر وسائل الإعلام أو مواقع التواصل الاجتماعى دون فحص أو تمحيص أو إعمال للعقل، فتجده يصدق أن الصانعين والداعمين الإرهاب يمكنهم أن يشكلوا تحالفات دولية لمكافحته، ما الجديد الذي حدث ليفعلوا ذلك ؟ هل اكتفت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون بما حصدته من أموال السلاح الذي تمارس به هذه التنظيمات عملياتها الإرهابية المجرمة على الأرض العربية ؟ وهل انتهى حلم الزعامة العربية لدى مشيخة قطر ؟ وهل اختفى مشروع الخلافة الوهمى من عقل تركيا وأردوغان ؟
الإجابة عن هذه التساؤلات تجعلنا نقول إذا كان الصانعون والداعمون لم يكتفوا ولم ينته حلمهم ولم تختف أوهامهم فلماذا إذًا يشكلون تحالفات لمكافحة الإرهاب على حد زعمهم؟! إنهم يضحكون على العالم، فإذا كانت نواياهم كما يزعمون فعليهم فقط أن ينفضوا أيديهم الملوثة بدماء الأبرياء من أبناء شعبنا العربي والأبرياء من شركائنا في الإنسانية الذين لقوا حتفهم بأيدى تلك التنظيمات الإرهابية حول العالم، ويتركون الشعوب والجيوش الوطنية تخوض معركة وجودها ضد هذه التنظيمات الإرهابية، فقط يتوقف الإمداد بالسلاح والتمويل بالمال، عندها فقط ستختفى هذه التنظيمات الإرهابية في غضون أيام، فهى مستمرة من خلال الدعم الذي تلقاه من أحدث أنواع الأسلحة الأمريكية والغربية، والتي يتم شراؤها بمال النفط القطري الحرام.
وما يثير السخرية أكثر أن هذه المحاولات التي يقوم بها الصانعون والداعمون الإرهاب يقتنع بها بعض الساسة في مجتمعاتنا العربية، بل يحاولون تسويق هذه الدعاوى الوهمية عبر الآلة الإعلامية داخل مجتمعاتنا العربية التي يعانى غالبية مواطنيها من الأمية الأبجدية والثقافية والسياسية فتنطلى عليهم هذه الدعاوى، ويصدقون أن هناك تحالفًا دوليًا يمكن أن يتصدى للإرهاب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية أو أن هناك تحالفًا إسلاميًا يمكن أن يواجه الإرهاب الداعشي على الأرض العربية عمومًا والسورية بصفة خاصة.
لقد قام التحالف الدولى بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية بالتدخل العسكري لمكافحة "داعش" على الأرض السورية ولمدة 15 شهرًا فماذا كانت النتيجة؟! لقد زاد نفوذ الدواعش على الأرض، خاصة أن الولايات المتحدة تدرك أن الضربات الجوية دون قوات على الأرض يعنى الفشل، ورغم ذلك رفضت التعاون مع الجيش العربي السورى، الذي حقق نجاحات كبيرة بعد التدخل العسكري الجوى الروسي، وبالطبع التحالف المتأسلم المزعوم لن ينسق مع الجيش العربي السورى، وبالتالى سيكتفى بالتدخل الجوى فقط، وهو ما يعنى الفشل كمثيله بقيادة الولايات المتحدة.
وما يثير العجب هو إعلان مشاركة مصر في هذا التحالف لمكافحة الإرهاب، كما أعلنوا من قبل عن مشاركتها في التحالف للاعتداء على اليمن، والذي فشل في تحقيق مآربه الشيطانية بفضل صلابة الشعب العربي اليمنى البطل، ولكن ما يزيد من ضبابية المشهد هو ذلك الصمت المصري الرسمي، فالإرهاب الداعشي الذي تعانى منه سوريا هو ذاته الإرهاب الإخوانى الذي تعانى منه مصر، وصانعو وداعمو الإرهاب يحاولون فقط الضحك علينا وعلى العالم بتحالفاتهم الوهمية للحرب ضد الإرهاب، وعلى الرئيس السيسي أن يدرك حقيقة المؤامرة على مصر والأمة العربية... اللهم بلغت اللهم فاشهد.