رئيس التحرير
عصام كامل

الصلح خير!


حسنا فعل الإعلامي أحمد موسى، حينما قدم اعتذارا على الهواء للمخرج والنائب خالد يوسف عن قيامه بإذاعة صور فاضحة ادعى أنها تخص الأخير.. فإن الصلح دائما وفي كل الأحوال خير، خاصة أن هذا الصلح يمكن أن يستفيد منه الطرفان الإعلامي والنائب، وأيضا راعي الصلح، الذي هو في ذات الوقت كان محاميا للخصمين!


ولكن.. وآه مما بعد لكن هذه.. فإن هذا الصلح لا يجب أن ينسينا الحالة المذرية التي وصل إليها إعلامنا؛ حيث أهدرت القواعد المهنية والمبادئ الأخلاقية، وطغت المصالح الشخصية ليس لملاك أو مديري المحطات التليفزيونية أو رؤساء تحرير الصحف والمواقع الإلكترونية، وإنما أيضا لحفنة من الصحفيين والإعلاميين.

بل لعل هذا الصلح بين الإعلامي أحمد موسى والنائب خالد يوسف، يؤكد الحاجة الملحة بالفعل لإصلاح أحوال إعلامنا وصحافتنا.. فالخصام الذي يتحول إلى اقتتال صحفي وشجار إعلامي ليس مبدئيا ولا فكريا ولا ثقافيا، وإنما هو شخصاني أساسا؛ حيث يفرض حفنة من الإعلاميين والصحفيين اهتماماتهم الخاصة والمحدودة ومصالحهم الضيقة جدا على المشاهدين والمستعمين والقراء، وهذا ما تكشفه المصالحة بين موسى ويوسف.

نافلة القول.. إن إعلامنا يحتاج لإصلاح شامل وعاجل.. وهذه رسالة للسادة النواب الذين نتمنى عليهم ألا ينسيهم شجارهم هذا الأمر، ويسرعون بإصدار القوانين التي نص عليها الدستور لتنظيم الإعلام.
الجريدة الرسمية