معارك دامية في اليمن واتفاق على تشكيل لجنة لوقف التصعيد
أعلنت مصادر قريبة من المحادثات بين الأطراف اليمنية المتصارعة عن التوصل لاتفاق على تشكيل لجنة للإشراف على وقف إطلاق النار، فيما أوشكت فترة المفاوضات على الانتهاء دون تحقيق تقدم يذكر.
وقالت مصادر قريبة من محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة إن المفاوضين اليمنيين المشاركين في المحادثات اتفقوا أمس السبت على تشكيل لجنة للإشراف على وقف هش لإطلاق النار لكن انقضى دون إحراز المزيد من التقدم وسط انعدام متبادل للثقة.
وتحدثت الأمم المتحدة عن إنشاء "لجنة لوقف التصعيد لتعزيز الانخراط في وقف المعارك".
ويهدد تجدد القتال في اليمن محادثات السلام التي تختتم اليوم الأحد في سادس أيامها، وأدى الصراع المستمر منذ ثمانية أشهر في اليمن إلى مقتل آلاف الأشخاص وتسبب في أزمة إنسانية ضخمة.
وأضافت المصادر أن لجنة وقف إطلاق النار ستكون برئاسة لواء في الجيش اللبناني وستضم ممثلين عن حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي التي تدعمها السعودية وجماعة الحوثي المتحالفة مع إيران، وباستثناء الانفراجة المتعلقة بالاتفاق على تشكيل اللجنة لم تسفر جولة محادثات السبت عن أي نتائج أخرى.
وقالت مصادر قريبة من المفاوضات إن المحادثات المباشرة بين حكومة هادي وجماعة الحوثي معلقة منذ مساء الأربعاء بعد أن رفض الحوثيون طلبات بالإفراج عن مسؤولين كبار من بينهم محمود الصبيحي وزير الدفاع وناصر منصور هادي شقيق الرئيس اليمني، وهو ضابط كبير في الجيش.
ويبذل ولد الشيخ أحمد مبعوث الأمم المتحدة الخاص جهودا مكوكية بين الجانبين في محاولة لتجاوز الخلافات.
وقالت المصادر إن الخلافات تتعلق بتبادل مقترح للسجناء وفتح ممر إنساني إلى مدينة تعز التي مزقها الصراع والمحاصرة من قبل ميليشات الحوثي وقوات الرئيس السابق على عبدالله صالح منذ أشهر.
ودعا المبعوث الخاص جميع الأطراف إلى احترام الاتفاق والسماح بالدخول دون عوائق إلى البلاد لتوزيع المساعدات الإنسانية إلى أكثر المناطق تضررا في اليمن.
كما دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما أطراف النزاع إلى احترام الهدنة، مؤكدا على الحاجة الملحة لاحترامها والتوصل إلى حل دبلوماسي للنزاع.
وبعد التوصل إلى هدنة نادرة لمدة أسبوع لتسهيل عملية التفاوض اندلعت اشتباكات بين المقاتلين الحوثيين والقوات السعودية على الحدود اليمنية السعودية ما يعرض الهدنة للخطر.
وعمليا لم تشهد المعارك بين الطرفين تراجعا بل على العكس تصاعدت السبت في شمال اليمن، وقتل 68 مقاتلا على الأقل في معارك بين القوات الموالية للحكومة والمتمردين الحوثيين قرب مدينة حرض والحدود مع السعودية.
وقالت مصادر عسكرية إن 28 جنديا على الأقل قتلوا في المعارك إضافة إلى 40 مقاتلا من المتمردين بحسب مصادر قبلية.
وكانت قوات حكومية يمنية تدربت في السعودية استعادت حرض الخميس بعد أن دخلت من الحدود السعودية. وتحاول القوات الحكومية حاليا التقدم باتجاه مدينة ميدي على البحر الأحمر والتي تبعد عشرة كلم عن حرض، لكنها تواجه بمقاومة المتمردين الذين استقدموا تعزيزات إلى المنطقة، بحسب مصادر قبلية.
وعلى جبهة أخرى تقدمت القوات الحكومية السبت شرقا وأصبحت على بعد 40 كلم من العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها المتمردون منذ أكثر من عام، بعد تقدم كبير في محافظة مأرب شرق العاصمة.
وفي مدينة تعز أكدت مصادر في "المقاومة الشعبية" أن طيران التحالف العربي بقيادة السعودية شن سلسلة غارات جوية على عدة مواقع أسفرت عن مقتل 20 من الحوثيين والقوات العسكرية الموالية للرئيس السابق صالح وإصابة خمسة آخرين.
وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية، إن طيران التحالف استهدف مواقع تعزيزات عسكرية تابعة للحوثيين وقوات صالح استقدموها إلى تعز لدعم مقاتليهم.