رئيس التحرير
عصام كامل

6 فئات بعيدة عن إنجازات الحكومة.. 6 ملايين مواطن يقطنون المقابر.. شعارات «العيش والعدالة» لا تطعم آكلي القمامة وفضلات المطاعم.. 24 مليونا تحت خط الفقر.. والعشوائيات الملف الحائر بين وعود الح

فيتو

تستقبل الحكومة عاما جديدا من المفترض أن يصبح حافلًا بالإنجازات، ليتسنى للشعب أن يحتفل بحلول عام جديد يفسح أمامنا المجال لاستكمال ما لدينا من إنجازات، لكن أشارت عملية الجرد السنوية لأعمال الحكومة ووضع يدها على الملفات الشائكة، إلى أننا نعيش واقعا اجتماعيا مذريا لا يدعو للاحتفال.


ساكنو المقابر
وفي هذا الصدد، يأتي ساكنو المقابر على رأس الملفات الشائكة التي لا تنظر إليها الحكومة، فهناك 6 ملايين مواطن يستقرون بالمقابر، يعيشون حياة تتسلل أرجاءها رائحة الموت، وينضم إليهم الآلاف سنويا، ممن غضت عنهم أعين الحكومة وأسقطتهم من حساباتها، ومن سجل إنجازاتها السنوي، ليصبح أمامهم خياران إما أن يختاروا العيش بالشارع وانتظار وعود الحكومة طويلة المدى لسنوات، إما أن يلجئوا للأموات ليشاركوهم مستقرهم، وسط الأمراض والحشرات والحيوانات التي تحمل من الأمراض ما يكفيهم طيلة حياتهم وسط الأموات.

آكلو القمامة
ووسط ترديد شعارات الرعاية الصحية والاجتماعية والعدالة الإنسانية، يمر مشهد آكلي القمامة أمام الحكومة والمسئولين مرور الكرام، وعلى الرغم من تكريم الخالق للبشرية وتوزيع رزق كل دابة على الأرض، إلا أن هناك من لا يجد طعاما يسنده لتكملة يومه، فهذه الحالة عند الشعور بالجوع لا يدور بباله أن يذهب لمطعم ويطلب ما يلبي احتياجاته، إلا أنه اتخذ من القمامة مطعمًا له، وباتت هي ملجؤه الوحيد للهروب من الفقر والجوع اللذين غابت أعين الحكومة عن توفيرهما له.

الفقر والجوع
أما عن كارثة الفقر التي تأخذ خطوات ثابتة في التفحل كل عام عن سابقه، لأنهم يقعون صيدًا أمام الأزمات الاقتصادية ودعوات التقشف، على الرغم من ارتفاع الأسعار وخفض الدعم وعدم وصوله إلى مستحقيه، فضلًا عن ارتفاع أسعار الأغذية الشعبية.

كما أعلن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، في 8 فبراير من العام الجاري، أن نسبة المصريين تحت خط الفقر وصلت إلى 26.3% من السكان، أي ما يقرب من 24 مليون مواطن، مما يوضح أن الإحصائية تشمل أكثر من ربع المصريين.

العشوائيات
تفوقت الدولة في ملف العشوائيات وتطويرها على مدى سنين سابقة وحكومات متعاقبة، من خلال تحديد ميزانيات خرافية لحل الأزمة ومواجهتها، وإصدار عدة تصريحات والقيام بعدة جولات لهذه المناطق، إلا أنها لن تتفوق ولو بنسبة ضئيلة في أن يلمس قاطنو العشوائيات أي تغيير بأي من أشكاله، ولأن الأزمة أكبر من أن تناقش على بعد مسافات، وأن تختزل أهميتها في عدد من التصريحات وتحديد أزمنة متضاربة في القضاء عليها، تبقى هي الأزمة الأزلية التي تتسلمها السنوات واحدة تلو الأخرى.

أطفال الشوارع والتعليم
وتأتي على رأس الأزمات البعيدة عن أعين الحكومة، أزمة أطفال الشوارع التي لا تعرف نهاية، وتأخذ طريقها في النمو المستمر، خاصة بعد انتشار خطف الأطفال والتسول بهم، الأمر الذي له علاقة وثيقة بتفاقم وظهور الظاهرتين، وغابت الحكومة والدول عن توفير حقوق هؤلاء الأطفال، وتأهليهم ليصبحوا أيدي عاملة وموارد بشرية منتجة للدولة، وتركتهم صيدا سهلا في أيدي عصابات خطف الأطفال واستغلالهم للتسول وجلب الأموال.

وعن التعليم الذي هو جزء لا يمكن تجزئته من إنجازات الحكومة، فأصدر المنتدى الاقتصادي العالمي، تقريره عن مؤشر التنافسية السنوي لعامي 2015 / 2016 في مجال التعليم، واحتلت مصر المرتبة قبل الأخيرة لتتفوق على غينيا وتسبقها بمرتبة واحدة على مستوى 140 دولة في العالم.

احتياجات الشباب

أما عن الشباب الذي فشلت الدول بكل ما تحمله الكلمة من معنى أن تحتضنه، فظهر جليا في كل الأحداث الوطنية التي تستدعى مشاركة الشباب مثل الانتخابات البرلمانية والاستفتاءات وغيرهما، ولكنهم تغيبوا عن المشهد ككل، لإرسال رسالة شديدة اللهجة للدولة، لتولية اهتمامها بهم، وتوفير احتياجاتهم، من مسكن ووظائف، والمشاركة في الحياة السياسية، وإفساح الساحة لهم للتعبير عن آرائهم وأفكارهم.
الجريدة الرسمية