الربيع العربي يتحول إلى شتاء في ذكراه الخامسة.. تونس تعاني من التطرف وانهيار الاقتصاد.. «الإخوان» يستهدفون الجيش والشرطة في مصر.. ليبيا تحت قبضة «داعش».. ومقتل أكثر من 250 ألف سوري
مرت خمس سنوات على إشعال المواطن التونسي "محمد بوعزيزي" النار في جسده لرفضه دفع رشوة لمسئول فاسد هدده بمصادرة الشرطة عربته، مصدر رزقه، ما أشعل ثورة الياسمين في تونس، و25 يناير في مصر، وليبيا، وسوريا واليمن.
وحتى هذه اللحظة، يعتبر المحللون والسياسيون أن الثورة مستمرة، ولكن تحول اسمهما من ثورات الربيع العربي إلى ثورات الشتاء العربي لما تشهده بعض الدول من تهديدات أمنية وإرهابية كـ«سوريا، واليمن وليبيا»، لهذا إليك مصير الدول العربية في الذكرى الخامسة لثوراتها:
تونس
ألهمت الثورة التونسية باقي الدول العربية للتخلص من أنظمتها الاستبدادية، حتى وصلت لمرحلة من الحرية، كما وصفتها منظمة "فريدوم هاوس"، ولكن بالرغم من التمتع بحق الديموقراطية، لا تزال تونس تعاني من تطرف ديني وتدهور اقتصادي وارتفاع نسب البطالة.
وبعد انتهاء الانتخابات البرلمانية، إثر الإطاحة بالرئيس زين الدين العابدين، بفوز حزب النهضة الإسلامي. أكملت تونس مسيرتها وتخلصت من الحزب الإسلامي، وفي نفس العام فتح إرهابي النار سياح في منتج سوسة ما أسفر عن مقتل 38 شخصًا.
مصر
احتشد ملايين المواطنين، في 25 يناير من 2011، في ميدان التحرير حيث أظهر الرئيس الأسبق "محمد حسني مبارك" وحشية واستبدادية نظامه بقتل 847 شخصًا وإصابة آلاف آخرين، وبعد 18 يوما من الاحتاجات، تنحى "مبارك".
مهد تحني "مبارك" الطريق لانتخابات ديمقراطية، اختار فيها المصريون حزب الحرية والعدالة، وسرعان ما عانوا من خيانته وفشله في إدارة البلاد، مم أدى إلى إشعال ثورة 30 يونيو واختاروا بعدها الرئيس "عبد الفتاح السيسي" بنسبة 96.91% في الانتخابات.
وبعد الإطاحة بالرئيس السابق "محمد مرسي"، ممثل جماعة الإخوان، شنت الجماعة هجمات إرهابية ضد قوات الجيش والشرطة والقضاة، كان أبرزها النائب العالم "هشام بركات".
ليبيا
قبل 2011، كانت ليبيا في قبضة الديكتاتور "معمر قذافي" الذي تنبأ بأن تغرق طرابلس وبعد دول المنطقة في فوضى من بعده؛ وبالفعل بعد مقتله على يد الثوار الغاضبين لقيادته حملة قصف ضد شعبه، اندلعت حرب أهلية مستمرة حتى هذه اللحظة.
ومنذ يومين، وقع ممثلو الفصائل الليبية المختلفة على اتفاق لتشكيل حكومة وحدة وطنية برعاية الأمم المتحدة في بلدة الصخيرات بالقرب من العاصمة المغربية الرباط.
وتأمل الدول الغربية أن يجلب هذا الاتفاق إلى ليبيا الاستقرار الذي من شأنه أن يساعد في التصدي للنفوذ المتزايد لتنظيم داعش الذي أنشأ موطأ قدم له في البلد.
واستفاد تنظيم الدولة من حالة الفوضى التي خلفها غياب حكومة مركزية ووجود حكومتين متنافستين واحدة في طرابلس والأخرى في شرق ليبيا وتحظى بالاعتراف الدولي، وتؤيد كل حكومة ميليشيات وقوات على الأرض.
سوريا
عندما بدأت الجماعات المؤيدة للديمقراطية تحدي نظام الرئيس السوري "بشار الأسد" في مارس 2011، أُمرت قوات الأمن في الحال لاعتقال وتعذيب الثوار محاولةً لعدم وصول ثورات دول المنطقة المجاورة إليها.
وبمرور الوقت، تحولت الاحتجاجات لحرب أهلية مهدت الطريق لتنظيم "داعش" الإرهابي ليتوسع داخل الأراضي السورية، فضلًا عن تكوين الولايات المتحدة تحالفًا دوليًا لضرب التنظيم.
وتنقسم دول المنطقة بشأن مصير "الأسد"، إذ تؤيد دول الخليج تنحيه، فيما تحارب إيران وروسيا لبقائه في السلطة. وبين كل ذلك هجر ملايين السوريين دولتهم وانتشروا في جميع دول العالم كلاجئين.
وتبنى مجلس الأمن الدولي أمس بالإجماع قرارا يدعم خطة سلام في سوريا.
ووافق أعضاء المجلس الخمسة عشر بالإجماع على القرار، في مشهد نادر عندما يتعلق الأمر بسوريا، ويدعو القرار إلى محادثات السلام بين الحكومة السورية والمعارضة في يناير المقبل كما يؤيد وقفا لإطلاق النار بين طرفي الصراع في سوريا.
وأسفر الصراع الذي يدخل عامه الخامس في سوريا عن مقتل أكثر من 250 ألف شخص وتشريد الملايين، بحسب الأمم المتحدة.
اليمن
في 2012، أنهت الاحتجاجات حكم الرئيس السابق "على عبد الله صالح" ليتولى نائبه "عبد ربه منصور هادي" الرئاسة بتشكيل حكومة وحدة وطنية مع الجماعات المعارضة.
وفي يناير الماضي سيطرت جماعة الحوثي، المدعومة من إيران، على دار الرئاسة، وفرضت حصارا كاملا على منزل الرئيس هادي القريب من الدار؛ ما دفع السعودية لتشكيل تحالف عربي لضرب قوات الحوثيين.
البحرين
بدأت حملة الاحتجاجات الشعبية يوم 14 فبراير 2011، وقاد هذه الاحتجاجات المعارضة التي تطالب بإصلاحات سياسية واقتصادية مع العلم أن انتفاضة البحرين لم تبدأ للتو بل هي مستمرة من أكثر 35 سنة وحتى الآن، وبلغت خسارة البحرين الاقتصادية بسبب التصعيد في الاحتجاجات 1.4 مليار دولار.