رئيس التحرير
عصام كامل

ميثاق الشرف الإعلامي اسمه محمد شويقة!


خسرت كل الأطراف الإعلامية في معركة تبادل الفضائح والتهديد في الفضاء المفتوح، وألحق الفضائحيون ضررا بالغا بأصحاب هذه المنصات الإعلامية التي انطلقت بنجومها في بث ما يرونه مؤثرا وجاذبا، فأذا بهم تحرروا، تحت ضغوط الشهوة والشهرة، من أبسط القواعد المهنية، وفق ميثاق الشرف، بل حطموا حقوق الستر وحماية الأعراض المنصوص عليها في الدين الإسلامي، في القرآن الكريم، وفي السنة، وفي العرف الشعبي، وفي دستور ٢٠١٤.


وما كان ليستهجن الناس استهجانا عظيما، ويشعرون بالنفور من واقعة بث الأعراض، وتبادل رسائل التهديد، لولا إدراكهم، وهم جمهور لهذه البرامج، أن ما جري زاد عن الحد وفاض عن الكيل، ولعل هذا هو السبب في أن مجموعة القرارات والتوصيات التي انتهى إليها أصحاب الفضائيات في غرفة الإعلام، لم تلق مقاومة من أبطال واقعة البث الفصائحي، رغم أن هذه أول مرة يتدخل فيها رأس المال، ربما ليحدد ما يبث وما لا يبث، وضرورة أن تكون هناك سياسة تحريرية متفق عليها، يتابعها مدير المحطة.

معنى ذلك أن السيد المذيع لن يعود هو صاحب القول الدائم القاطع فيما ينثره على الناس من حكمة بالغة ورؤية صائبة وفلسفة شاملة، وتوجيهات مختبرة في فنون إدارة الحكم، ومهارات الصح والغلط في تسيير شئون الوزارات. لا يخفي على الناس أن بعض الزملاء صاروا، بحكم المنصات والانطلاقات، زعماء وحكماء وخبراء.

هو زعيم سياسي، وهو حكيم ينصح الرئيس ويوجه، وأحيانا يلمز على سبيل "خلي بالك أنا مش بتاعك "، وهو خبير مدقق ومرجع علمي في الذرات والنواة، والاقتصاد وفنون الحرب والضرب، بل خبير في الفضاء والكواكب وحركة الأفلاك، والمحافظين، وهو عليم بكيفية قيام أجهزة المخابرات بعملها.

لقد عرف العصر الفاطمي ما يعرف بعصر الوزراء العظام، ونحن نعيش في عصر الإعلاميين العظماء.

ومن حسن الحظ، أن الشعب لم يستقبل رسائل البث الفضائحي حول المخرج المعروف بتفاصيله الإباحية في أفلام له فجة، كمن يستقبل ضيفا عزيزا، بل استقبل ما جرى بالرفض، ومضي الشعب يقارن ما يفعله إعلام منقطع عن الواقع وعن المستقبل، بما قدمه البطل محمد أيمن شويقة ابن دمياط من كتيبة الصاعقة ١٠٣.

محمد أيمن شويقة، احفظوا الاسم جيدا، لأنه أشرف من أسماء لامعة، هو من لم يتردد.. لم يفكر.. لم يحسبها.. لا في عمره الغض، ٢١سنة، ولا في خطيبته، أو حبيبته، أو أمه أو أبيه أو إخوته وأصدقائه، بل ركض ركضا يعانق الحزام الناسف حول خصر الإرهابي، ويتدافع به منفجرا معه بعيدا، ليحول دون بلوغ الموجة التفجيرية الإرهابية أجساد وأرواح بقية زملائه في مجموعة المداهمة للعشة التي آوت المجرم الإرهابي.

يا ألله!

تدبروا الثواني التي شهدت أسرع قرار وأخطر قرار يتعلق بالحياة والموت. قرر أن يموت. عفوا قرر أن يعيش في الجنة. قرر أن يفتدي مصر وصحبه. قرر أن يلطم كلاب إبريل والخونة والبرادعاوية على وجوههم، وأن يركلهم بالبيادة التي هي تاج فوق رءوسنا، هي بيادة ابني وابني فوق رأسي. اختار أن يموت ليصون عرض أمه وأخته وأهله. تأملوا حقا ما نفعله حين نمرض بشوية برد، أو لا قدر الله يضرب فيروس فينا كبدا أو يخرج ورم، ياللهلع !

رعب وبكاء وحزن وتحاليل وجراحات ودموع ودعوات وسهر ومستشفيات، وتقبيل أيدي الدكاترة، والجيران وجيران الجيران يعودون المريض، ويرفعون الأكف دعوات إلى الله أن يرده سليما صحيح البدن. البطل محمد أيمن شويقة اختار ألا يكون صحيح البدن. بثعر بدنه. جعله شظايا ليحفظ بدن الوطن. الأروع في قراره أنه قرار عفو الوطنية والرجولة والعقيدة والإيمان الثابت بالله.

اللهم أحيه في جنتك، كما وعدت من يقتل في سبيل عرضه وأرضه وشرفه، ودينك الحنيف. اللهم اخز به المسعورين من العملاء، والموتورين من الإعلاميين، واجعله لسانهم الناطق بما يفيد مصر. درس البطولة الرائع للفتى شويقة ينبغي أن يكون حلقة في أذن الصم ممن لا يعرفون قدر منصة إعلامية تؤثر في الرأي العام نحو الحق والخير والسمو، وليس حرق دم الناس كل ليلة، بدعوى الشهوة الصحفية !
رحمك الله يا شويقة، أدبكم الله أيها الإخوة الإعلاميون المتدافعون نحو سخط الناس بلا هوادة !

الجريدة الرسمية