رئيس التحرير
عصام كامل

خبراء: بقعة الزيت تهدّد الثروة السمكية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تسبب استمرار توغّل بقعة الزيت بمجرى نهر النيل فى إثارة مخاوف أساتذة وخبراء الثروة السمكية، لأن استخدام كيماويات ضارة للقضاء على البقعة تتسبب فى موت جماعى للأسماك فى قاع النهر، كما يؤدى إلى عزوف الصيادين عن الصيد خوفًا من تلف معدّاتهم، وهو ما يتسبب فى نقص غذائى حاد.

أكدت الدكتورة لبنى نعيم أستاذ الثروة السمكية، أن مظاهر تأثير التلوث النفطى على الثروة السمكية هى انخفاض إنتاجية المصائد التى تؤدى إلى انخفاض فى العمليات الحيوية كالنمو، أو قد يتسبب فى عزوف الناس عن شراء الأسماك خوفًا من أخطار التلوث، كما أن الصيادين أنفسهم يتوقفون عن الصيد فى المناطق الملوّثة خشية تلف معداتهم، مما يزيد النقص الغذائى، كما حدث فى خليج تاروت السعودى عندما تسرّب نحو 100000 برميل من النفط إثر انفجار فى أنابيب النفط سنة 1970، مما أدى إلى عدم تناول الأسماك، لردائة طعمها لفترة ستة أسابيع، مما عرقل عمليات الصيد لمدة 3 أشهر تقريبًا.

وأضافت لبنى أنه على الرغم من الكميات الكبيرة من النفط التى تدخل العمود المائى عند حدوث تسرّب نفطى، فإنه لا يوجد أى إشارة سابقة عن حدوث نفوق واسع بين الأسماك السطحية نتيجة النفط الخام الثقيل، كما أن الأسماك تختلف عن الطيور فى كون جسمها مغطى بطبقة مخاطية لزجة لا يمكن للنفط الالتصاق بها، ولعل قدرة الأسماك على تحاشى المناطق الملوثة بالهجرة منها يؤدى إلى تقليل حالات النفوق، فى حين أن بيض ويرقات عديد من الأسماك التى تمثل عديدًا من الأنواع التجارية كالسردين الطافية على سطح البحر أو التى تقطن الطبقات العليا منه، فإنها تكون معرّضة لتأثير النفط المتسرب وستعانى من حالات النفوق الكبيرة كما يحدث عند اقترابها من مداخل محطات مصافى النفط.

فى حين أكدت الدكتورة آسيا الصاوى أستاذ الثروة السمكية بمركز البحوث الزراعية، أن ما تستخدمه الأجهزة المختصة للقضاء على بقعة الزيت من مبيدات تسبب فى هلاك عدد كبير من الأسماك، كما أنه يجب أن تحظر الدولة الصيد فى المناطق التى وصلت إليها بقعة الزيت، وفحص الأسماك الموجودة فى الأسواق حتى لا تكون ملوّثة بالمبيدات فتسبب فشلًا كلويًا لمن يأكلها.

وأضافت آسيا أن استمرار البقعة يعنى استمرار هلاك عدد أكبر من الثروة السمكية، وهو ما يتوجب على أجهزة الدولة أن تتكاتف من أجل القضاء عليها بأسرع شكل ممكن، خصوصًا أن النفط ومشتقاته من الزيت ذو خطورة سمّية عالية، نظرًا إلى انبعاث الغازات عند التبخر أو تحلل جزئيات النفط المنسكب, وكذلك لاحتواء النفط، خصوصًا النفط الخام على غازات سامة أخرى ككبريتيد الهيدروجين (H2S) وغيره. ويضر النفط بالأحياء البحرية فيسبب تسممها أو نفوقها. ويكون الضرر عند تسرب النفط لحظيًا أو طويل المدى, فالضرر اللحظى يلحق الحيوانات البحرية والنباتات على سطح الماء كالطيور أو نبات المانقروف، أو الحيوانات القريبة من السطح كـ(عجول البحر), أما بالنسبة إلى الضرر طويل المدى فيكون عند تحلل النفط وتأثيره على السلسلة الغذائية لهذه الأحياء البحرية.

الجريدة الرسمية