رئيس التحرير
عصام كامل

بدع الاحتفال بالمولد النبوي.. العروسة تجسيد لزوجة الحاكم بأمر الله.. توزيع الحلوي والقمح بخيمة المولد في عهد السلطان قايتباي.. ظهور الغجر والهنجرانية.. والعلماء: بعض الاحتفالات تغضب الله

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يحتفل المسلمون في الثاني عشر من ربيع الأول بمولد النبي (صلي الله عليه وسلم) ،وهاهي المحال تعرض حلوى المولد النبوي ،وأشهرها العروسة والحصان المصنوعين من السكر،وبرغم هذه الأجواء الاحتفالية إلا أن علماء الدين يحذرون من بدع ظهرت علي مدي سنوات الاحتفال بالمولد النبوي الشريف،وقالوا إن بعضها يغضب الله.

 
عروسة المولد
تعد عروسة المولد أشهر الإبداعات المصرية التي لها أصول تاريخية، واختلفت الأقاويل حول أصل عروسة المولد، وسر رسمها بهذه الطريقة وبهذا الزي الذي يحمل ألوانا مبهجة، وفي هذا الصدد ظهرت قصة زوجة الحاكم بأمر الله، التي التصقت فيها أصول الاحتفال بالمولد، عندما خرج الحاكم بأمر الله أثناء الاحتفال بالمولد بصحبة إحدى زوجاته، وهي ترتدي فستانا أبيض وعلى رأسها تاج من الياسمين، ما دفع صناع الحلوى إلى صناعة عروسة بالحلوى تشبه الأميرة من شدة إعجابهم بها.

الاحتفالات
ومن المفارقات الغريبة، أن يصبح الاحتفال بالمولد في حد ذاته بدعة محدثة، ولكن اعتبرها بعض الشيوخ بدعة حسنة ظهرت في عهد المعز لدين الله الفاطمي، بالتزامن مع دخول الفاطميين إلى مصر، حسب ما أكده أغلب المؤرخين، وكانت الدولة تستقبل مولد النبي بالاحتفالات والإفراط في أكل الحلوى.

وفي بداية العصر المملوكي، كان السلاطين يقيمون الاحتفالات عن طريق مشاركة الشعب هذه المناسبة، من خلال إقامة خيمة في القلعة تسمى «خيمة المولد»، بلغت تكلفتها 500 درهم فضة، وأول مؤسسيها كان السلطان قايتباي، وكانت الاحتفالات تبدأ عقب صلاة المغرب، على أن يتم توزيع الحلوى والقمح، وبات كل عصر وكل حاكم يحتفل بطريقته مع شعبه.

مجرد بدعة
وتطورت طرق الاحتفال بالمولد النبوي، التي اعتبر بعض علماء الدين أنها مجرد بدعة، ليس لها أصول من احتفال الرسول بمولده، حتى وصلت لإقامة الموالد، التي تضمنت العديد من الاختراعات، التي جاء أبرزها الأراجوز والغازية والنيشان وفعاليات الموالد التي تصل في بعض الأحيان إلى تناول ما حرمه الله، من مسكرات وغيرها من مذهبات العقل، الأمر الذي استنكره العلماء، أن تكون هذه هي الطريقة الموثقة في الاحتفال بمولد النبي.

وجاء على رأس البدع غير المستحسنة، احتفالات فئة الغجر التي تنحدر من قبيلة "مازن" في المغرب العربي، الذين انتشروا في كل البلاد العربية تدريجيا، وتفرع منهم العديد من البطون مثل الهنجرانية، وهم متخصصون في "النشل والسرقة"، بالإضافة إلى ضاربي الودع وأعمال السحر والرقص، ويمكن تمييزهن من خلال ملابسهن، وعادة يلبسن ملابس حرير لامعة، كما تتميز راقصات الغجر بالشعر الأسود الطويل، والقامات الطويلة والنحيفة، فضلًا عن ارتداء «الغازية»، الكثير من الحلي الذهبية، مع ضرورة وضع طربوش من الذهب على إحدى أسنانها، وترقص أمام المطربين، وتتمايل بحركات لجذب انتباه المشاهد، ولا ترتدي بذلة رقص على الإطلاق.
الجريدة الرسمية