رئيس التحرير
عصام كامل

حظر كتب الإخوان على طاولة المثقفين.. «هيثم الحاج علي»: لو الأمر بيدي لمنعت كل مؤلفات الجماعة الإرهابية.. سهير المصادقة: معرض الكتاب لن يشهد كتبا لإرهابيين.. والحل دعم كتب المبدعين

فيتو

انشغلت الأوساط الثقافية المصرية في الآونة الأخيرة ، بقضية الكتب التي تتعلق بالإخوان وما بها من دعوة للتطرف والعنف - على حد قول الكثيرين - فبين حرية التعبير والحظر يقف المثقفون متوجسين من اتخاذ خطوة، قد يراها البعض تخالف المبادئ التي لطالما ينادون بها، حتى أتى قرار حظر كتب جماعة الإخوان من السعودية، ليفتح الباب مرة أخرى أمام المطالبة بحظر هذه الكتب على الأقل عن معرض القاهرة للكتاب في دورته القادمة.


«حرية التعبير»
قالت الشاعرة والروائية الدكتورة سهير المصادفة: إن هناك مأزقا يمر به المثقفون في هذه القضية، فأنا أرفض مبدأ حظر أو مصادرة أي كتاب، ويجب مواجهة الفكر بالفكر والقصيدة بالقصيدة، إلا أن آرائي تغيرت حول مبدأ مصادرة كتب من هذا النوع، فهم يكفرون ويقتلون البشر، وهم من حاولوا قتل نجيب محفوظ وغيره الكثيرين، وحظر هذه الكتب أمر واجب في هذا التوقيت، مضيفة أننا لسنا بحاجة إلى الدفاع عن حرية إرهابي - على حد وصفها.

فيما يرى الدكتور هيثم الحاج علي، رئيس هيئة الكتاب، أن الدستور والقانون الحاليين يكفلان حرية الرأي والتعبير بأشكاله المختلفة، مؤكدا أن هناك دولة مؤسسات ترعى ذلك - على حد وصفه - وبجانب ذلك هناك مرحلة مواجهة نعيشها الآن مع هذا الفكر المتطرف، يقودها المثقفون، فالأهم من الحظر هو المواجهة بالتضاد من خلال الكلمة والقصيدة والرواية.

ومن جانبه يقول الشاعر مسعود شومان: إنه لا وجود لما يسمى بحرية التعبير، إذا ما تعلق الأمر بالقتل وسفك الدماء باسم الحرية، فأي كتابات لا تستند إلى العقل وتحض على القتل، بالتأكيد ليست من الإسلام، وتستحق الحظر والمنع.

معرض الكتاب
أكد سهير المصادفة، على أن معرض القاهرة الدولي للكتاب هو القناة الثقافية الشرعية، الذي من خلاله يستقطب قارئا، بمقدوره أن يصبح طبيبا أو مهندسا أو أديبا، ولا نريد استقطاب إرهابي، فهذه الكتب شكلت مليشيات مسلحة، ويجب حظرها من معرض الكتاب القادم.

ويقول الدكتور هيثم الحاج علي، رئيس هيئة الكتاب، إنه على المستوى الشخصي يؤيد حظر ومنع كل الكتب التي لها علاقة بالتطرف الفكري والعقائدي من معرض القاهرة الدولي للكتاب القادم، ولو الأمر بيده لمنعها، إلا أن قرار المنع في يد السلطة القضائية، وتعد هيئة الكتاب سلطة تنفيذية منوط بها تنفيذ أي أحكام تصدر بشأنها منع هذه الكتب، وإلى الآن لن يكون هناك حجب لأي نوع من الكتب بمعرض الكتاب - على حد قوله -.


«الممنوع مرغوب»
يقول «الحاج علي» إن الممنوع سيظل مرغوبا فيه ما دام مواجهته بالفكر محدودة، وهنا يأتي دور المثقفين الذي بهم تم رفع مستوى المنتج الثقافي لأعلى درجات الجودة؛ لكي يواجه مثل هذه الثقافات.

فيما ترى «المصادفة» أن عبارة الممنوع مرغوب هي في الأصل أكذوبة، فالمنع يقلل من تأثير الشيء حتى إن كانت الرغبة إليه ملحة، فلن يجد الراغب منافذ لهذا الممنوع، قس على ذلك الكتب، فإن تم ذلك ستجفف هذه المنتجات الثقافية الرديئة.

«الحلول المتاحة»
يرى الحاج علي، أن هيئة الكتاب تحاول جاهدة دعم الكتاب الجيد والكتابة المبدعة بكل السبل المتاحة، واستعان في حديثه بشعار معرض القاهرة للكتاب في دورته الجديدة بأن الثقافة في المواجهة؛ حيث لا بديل عنها لمحاربة هذا الفكر كحل أساسي.

ترى سهير المصادفة، أن الدولة لا تقدم الدعم المستحق للثقافة، ومن الواجب دعمها دون قيد أو شرط، فدعم الكتب الجيدة التفكيرية ومحاربته التكفيرية، يأتي على أولويات الحلول.

وأضافت "ليس الدولة وحدها من تتحمل دعم الثقافة، رجال الأعمال أيضا من المفترض أن يدعموا الثقافة بالشكل المرجو، كما يحدث في معظم دول العالم؛ لأنها السبيل الوحيد للتصدي للأفكار المتطرفة".

وأكد مسعود شومان، على الدور المفقود لوزارات القوى الناعمة في مصر، فالثقافة، التربية والتعليم، التعليم العالي، الشباب والرياضة، يجب عليها إعادة تطوير أدواتها لمواجهة هذا الفكر؛ لأنها المنوطة بالتصدي لمثل هذه الثقافات المتطرفة من بداية النشأ.
الجريدة الرسمية