البابا تواضروس: الكنيسة واجهت الخارجين عن تعاليمها بحافظي الإيمان
خصص البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية عظته الأسبوعية بكنيسة مارمرقس «الكرمة» بدمنهور، عن فضيلة «الوفاء».
وقال تواضروس، إن الوفاء والإخلاص والولاء والانتماء والأمانة جميعها مصطلحات تظهر في الوصايا العشر الواردة بالكتاب المقدس.
مضيفًا أن الوصية الأولى "اذكر يوم السبت لتقدسه " وكلمة " السبت" في اللغة العبرية تعنى "راحة" فالإنسان يعمل طول الأسبوع ويخصص يوما لله، فكن وفيًا لله الذي خلقك وأعطاك الصحة والمهارة والذكاء والقدرة.
وأضاف، أن وصية "أكرم أباك وأمك" تعدُ وصية وفاء من الدرجة الأولى، فالإنسان الوفى هو «أصيل»، ضميره "صاحى وحى"، ويحفظ الجميل وملتزم بوعوده.
متابعًا: «إنسان وفي لوطنة والكنيسة وللعلم الذي تتقدم به البشرية، فإن الإنسان الوفى صاحب مبادئ وعلى وعده، مستشهدا بأنه حال رسامة كاهن أو راهب يقرأ تعهد».
وذكر البابا عددا من الأمثلة التي جاءت بالكتاب المقدس منها قصة "راعوث ونعمة" والتي توفى زوجها ولم يكن لديها أطفال، وعاشت مع " حماتها" في بلاد غريبة، وحينما طالبتها حماتها بالعودة لبلاها آبت.
واستدل إلى قصة يوسف الصديق بحسب ماجاءت بالكتاب المقدس قائلًا "كان الرب مع يوسف فكان رجلا ناجحًا" رغم مروره بمعاناة كثيرا إلا أنه كان وفيا لأهله ولمبادئه».
وأكد بابا الكنيسة أن صور الوفاء متعددة، مشيرا إلى أن مصر عرفت الإيمان بالمسيحية على يد مارمرقس الرسول، وتسير في الإيمان وتحفظه وتسلمه للأجيال المتوالية كوديعة غالية.
مشددا أن الهراطقة – الخارجين عن تعاليم الإيمان بالكنيسة - كانوا غير أوفياء للإيمان ونجد في تاريخ الكنيسة مثل أرسطو ونسطور، وظهرت بدع وأفكار غير مناسبة تعتدى على الإيمان، وعقدت المجامع المكسونية مثل مجمع نقية الذي حضره كل أساقفة العالم لمناقشة اريوس في حضور الملك قسطنطين، ودافع عن الإيمان الرهبان والآباء أنطونيوس والأنبا إثناسيوس كانوا مثالا للوفاء بالإيمان.
وألمح أن الدكتور مجدى يعقوب الطبيب العالمى يمثل الوفاء للوطن والمكان والعلم، بعد أن تعلم خارج مصر وبلغ مراتب عالية عاد لمصر وأسس مركزا للقلب في مدينة أسوان، ودائما الرئيس يكرمه ويقدره، وعندما يكرم الرئيس شخص يعدُ تكريم البلاد كلها له.
وحث الحضور على ضرورة البحث عن الفضيلة في حياتهم للوطن والكنيسة، مؤكدا أن الوفاء يعنى الإنسانية.
