التفاصيل الكاملة لـ«انقلاب إخوان الداخل» على القيادات التاريخية للجماعة
فجأة وبدون مقدمات ألقى أحدهم حجرا ثقيلا في مياه الإخوان الراكدة لتتسارع حركة المياه ويزداد تعكرها.
24 ساعة مرت على ما تداولته وكالات الأنباء والصحف وأعضاء بارزين في جماعة الإخوان حول إقالة محمد منتصر المتحدث الرسمي باسم الإخوان في مصر وإجراء تغييرات في هيكل الجماعة بالداخل المصري، وما زالت الأسباب الحقيقية لهذا التغيير مبهمة فكل فريق من الفريقين إخوان الداخل وإخوان الخارج يلقي بالأسباب في سلة الطرف الآخر.
إذن ما الذي حدث وأوصل الجماعة إلى كل هذه الخلافات التي قد تعصف بها إلى غير رجعة؟
البداية كانت منتصف الشهر الماضي حينما احتضنت تركيا اجتماعا تنظيميا للجماعة حضره الدكتور محمود حسين الأمين العام للجماعة ومحمد سودان أحد قيادات الجماعة المقيمين بين لندن وتركيا وألمانيا وصاحب فضيحة سرقة السبائك الذهبية من مسكن الراحل جمعة أمين.
في هذا الاجتماع اتخذت الجماعة قرارا بإجراء تغييرات في الهيكل الإداري بها يشمل الإطاحة بالمتحدث الرسمي لها "محمد منتصر" وإقصاء بعض قيادات الإخوان بمصر من مناصبهم.
وجاء هذا القرار بعدما أبلغ "محمد سودان" الدكتور محمود حسين أن هناك بوادر تمرد من جانب إخوان الداخل وأخبره أن منتصر احتد عليه وقال له: "أنتوا قاعدين بره تاكلوا وتشربوا والشباب في مصر بيتبهدلوا".
لكن المثير في الأمر أن الاجتماع شهد تقاربا مثيرا في الرؤى بيبن حسين وسودان ومن بعدهما الدكتور محمود عزت القائم بأعمال المرشد العام للجماعة... لماذا جاء هذا التقارب؟
الإجابة ببساطة تتلخص في الاتهام الموجه للثنائي حسين وسودان والخاص بارتكابهما مخالفات مالية جسيمة أضرت باقتصاديات الجماعة.
فأولهما الدكتور محمود حسين الأمين العام للإخوان متهم بإنفاق اشتراكات الأعضاء والاختلاس منها دون وجه حق.
أما الثاني وهو محمد سودان الأمين العام للجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة فمتهم بسرقة 140 مليون جنيه مصري وهي قيمة 375 سبيكة ذهبية من خزانة الدكتور جمعة أمين بلندن قبل وفاته في يناير من العام الجاري.
هذه السرقات والاختلاسات المالية أوغرت صدر شباب الجماعة لأكثر من سبب أهمها على الإطلاق أن القيادات التاريخية للإخوان المقيمة في الخارج تعيش حياة هنيئة وسعيدة وتنفق من الاشتراكات التي ما زال أعضاء الجماعة في مصر يدفعونها شهريا بنسب تبلغ 15% من دخولهم الشهرية، ضف إلى ذلك أن الشباب في مصر يرون أنهم في وجه المدفع يدفعون اشتراكات شهرية للجماعة ويواجهون قوات الأمن في مصر في حين أن الهاربين للخارج ينفقون هذه الأموال ولا يواجهون إلا بالتصريحات التليفزيونية.
المثير أيضا في تلك القصة أن التمرد الشبابي جاء بعد محاولات الدكتور محمود عزت المستميتة لتبرئة ساحة محمود حسين ومحمد سودان من الاختلاس والسرقة.
وبعدما تمرد شباب الجماعة وانتفضوا ضد قرار إقالة منتصر جاء رد الفريق الآخر في منتهى القسوة متمثلا في تصريح لمحمد سودان كان نصه أن ما يحدث يختصر في رغبة الشباب في استخدام العنف ضد السلطة في مصر وهو ما يرفضه عزت وحسين- وفقا لتصريح سودان- وجاء هذا التصريح بمثابة تخلٍ واضح من القيادات التاريخية للإخوان عن شباب الجماعة، ودعوة صريحة للأمن لاعتقالهم.
المعلومات الوادرة من الخارج والداخل على حد سواء تؤكد أن الانقلاب الحالي الذي تشهده جماعة الإخوان جاء نتيجة مباشرة للصراع على منصب المرشد العام بين الدكتور محمود عزت والقيادي الكبير إبراهيم منير المقيم في لندن.
المعلومات تشير أيضا إلى أن القاعدة في مصر كانت تميل لإبراهيم منير وهو ما عجل بالإطاحة ببعض مساعدي منير في مصر مثل منتصر وغيره.