رئيس التحرير
عصام كامل

ويقولك مال سياسي !


صحيح هناك ملاحظات على بعض الفائزين بعضوية النواب، مؤكد هناك كلام في محله في بعض المتصدرين للقوائم، وفى بعض المستقلين، لكن لو عادت نغمة "الثورة اتسرقت.. والوطنى عاد.. ورموز الثورة تم تهميشهم"، فالنتيجة ليست خطيرة على الواقع السياسي فقط، إنما أشد خطورة على "ساسة يناير" نفسهم.


السؤال الذي يصح طرحه: هل الانتخابات كانت نزيهة أم لا ؟ لو كانت الإجابة "نعم نزيهة" تعال نتكلم.

بعضهم يرى أنها كانت نزيهة، لكن الشباب قاطع ضيقًا من ترشح وجوه قديمة.

حقهم.. لكن هناك في المقابل، من يرى أن المقاطعة، لم تكن حلا، ولو أن قدرة المقاطعين كانت فعالة، وجبارة، ونافذة، فالأولى كان حشدهم للتصويت، لتغيير النتائج وقطع الطريق على من يرونهم وجوهًا قديمة.

هي إذًا فرضية ليست في صف من قاطعوا، ولا من استهانوا، لو سلمنا بقدرتهم، أو قوتهم، أو كتلتهم.

ثانيا: لو الانتخابات نزيهة، بينما عادت وجوه قديمة.. فالمعنى أن هذه الوجوه، هي ترجمة لإرادة الناخب في الوقت الحالى، الناخب لا يريد عمرو الشوبكى مثلا، أو عمرو الشوبكى نفسه لم يستطع الوصول إلى الناخب، الأزمة عند عمرو الشوبكى إذًا، المشكلة في صفوفه.. الأسئلة مفترض أن تبدأ من عنده، ليس على الشوبكى أن يسأل: كيف للناخب أن يتجاهله وهو واحد من "رموز يناير" ؟

السؤال الأصح هو: ما الذي جعل الناخب يتجاهل الشوبكى وهو واحد ممن يصدرون أنفسهم على أنهم "ثمرة يناير" ؟

مقابلة نتائج الانتخابات بـ"ضغينة"، ووساوس قهرية، وإحساس بالاضطهاد، وأوهام دعم الرئاسة لمرشحين بعينهم، ليس لها تفسير إلا أنها ارتباك في التفكير.. واضطراب في محتوى المنطق.

بعضهم يقولون: "مال سياسي"، هم أحرار.. لكن في المقابل، هناك أحرار أيضًا في أن يردوا بأن "المال السياسي" كان على عينك يا تاجر من الجميع.. الكل أنفق مما يحب من مال سياسي وزيادة، الكل صرف.. والكل بعزق.

مصطلح "المال السياسي" غريب ودخيل، وليس له محل من الإعراب، التمويل ظاهرة انتخابية، في الدول الديمقراطية يجمعون مصاريف الحملات الانتخابية الرئاسية بالملايين.. وقبل التصويت بسنوات، الانتخابات في أكثر الدول الديمقراطية "موسم" لشركات الدعاية، ومكاتب تنظيم المؤتمرات، سرادقات الانتخابات على الطريقة الأمريكية مثلا، ومصاريف حشد الناخبين هناك بملايين الدولارات، هيلارى كلينتون، المرشحة للرئاسة الأمريكية صرفت على حملتها حتى الآن أكثر من 78 مليون دولار، لو فازت كلينتون، لن يقبل المواطن الأمريكى الحديث عن استخدام حملتها للمال السياسي !

المال السياسي ليست نقيصة انتخابية، بدليل أن هناك من أنفق ببذخ، مال سياسي، على مال غير سياسي، على مال مشكوك في مصدره.. ولم يشم رائحة الفوز أيضًا، تحالفات كثيرة تراجعت أسهمها وأسماء رموزها مع أنها أسُست بمال سياسي، لو كانت فازت كان المال السياسي حلالًا.. أما أنها سقطت من الدور العشرين، فهى تتكلم الآن عن المال السياسي... سلامٌ عليك مالٌ سياسيٌ.
الجريدة الرسمية