رئيس التحرير
عصام كامل

«العناية المركزة» أزمة في مستشفيات بني سويف.. 37 سريرًا لخدمة 3 ملايين مواطن.. عجز أطباء التخصص أدى لغلق وحدة مستشفى الواسطي.. والمحافظ يخاطب وزير الصحة لدعم «التأمين الصحي»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

في ظل حالة الترهل التي يعيشها القطاع الصحي بمحافظة بني سويف، تزداد أزمات المستشفيات الحكومية، التي تعانى نقص في تخصصات الوحدات المغلقة، وعلى رأسها وحدات العناية المركزة ورعاية القلب، التي تعانى بدورها عجزًا في أطباء هذا التخصص شديد الأهمية.


ويضاف إلى العجز في الأطباء النقص في عدد الأسرة المتوفرة بالمستشفيات، حيث لا يوجد بها سوى 37 سريرًا، بواقع 4 أسرة بالمستشفي العام و14 بناصر المركزى و11 بالفشن المركزى و8 بالواسطى المركزى، فيما لا يوجد أي أسرة بمستشفيات إهناسيا وسمسطا وببا المركزية.

نواب البرلمان
وفي هذا السياق قال سيد رمضان محمود، سائق، «تعرض والدى لجلطة في المخ نتيجة ارتفاع في ضغط الدم، وتوجهت به لمستشفى بني سويف العام، ولكنى قوبلت برفض إدخاله لعدم وجود سرير خال بوحدة العناية المركزة، ولا يوجد مكان خال في أي مستشفى حكومي، فتوجهت به لأحد المستشفيات الخاصة، وظل محتجزًا لأكثر من 10 أيام، قمت خلالها ببيع سيارتي حتى أتمكن من سداد تكاليف المستشفي».

وطالبت الدكتورة منى عبد الله، باحثة اجتماعية، بإجراء دراسة لتطوير العناية المركزة بالمستشفي العام، وكذلك إنشاء عناية مركزة في كل مستشفى مركزي تفي وتغطي احتياجات المواطنين، من خلال المحافظ وأعضاء مجلس النواب، ويكون لديهم دراسة عن الاحتياج الحقيقي للعناية والحضانات التي تنقص المحافظة، ورفعها لوزير الصحة والضغط عليه لزيادة مخصصات المحافظة.

وأكدت أن نواب البرلمان لهم دور كبير في حل الأزمة من خلال مناقشة موازنة الدولة، وتعبئة وحشد للموارد من رجال الأعمال وأصحاب المصانع التي تستفيد من موارد محافظة بني سويف، وتخصيص مبالغ لتجهيز غرف عناية وحضانات تفي الاحتياجات.

وقال مصطفى الشاذلى، محاسب: إن مديرية الصحة اضطرت لإغلاق وحدة العناية المركزة بمستشفى الواسطى المركزي، لعدم وجود أطباء متخصصين لتشغيل الوحدة، بسبب ندرة الخريجين من ذلك التخصص.

الأطباء والتمريض
بينما أكد سيد جمال صابر، موظف، أن وحدة العناية المركزة بمستشفي التأمين الصحي ببني سويف، أغلقت أبوابها بعد أن هجرها الأطباء المتخصصون، اعتراضًا على ضعف المقابل المادى، وهو ما دفع إدارة المستشفى لتقليص عدد الأسرة من 12 سريرا إلى 4 فقط، وتم إلحاقهم بوحدة رعاية القلب، لحين حل للمشكلة.

وقال الدكتور مصطفى هارون، وكيل نقابة الأطباء ببني سويف: إن المشكلة تتعلق في المقام الأول بالشق المالي، اذ يتكلف سرير الرعاية المركزة نحو 180 ألف جنيه، ومعظم المرضي لا يقدرون على دفع تكاليف العلاج، وتتحملها المستشفيات الحكومية والجامعية والتابعة للتأمين، مطالبا بمشاركة المجتمع المدني للمساهمة في زيادة عدد الأسرة وما يتبعها من مصروفات باهظة مثل المستلزمات والأدوية، خاصة أن الحقنة المذيبة للجلطة ثمنها 300 جنيه، ومضادات الصفائح وصل ثمنها إلى 1800 جنيه.

وأضاف أنه من الأهمية الإشارة إلى الدور الحيوي للتمريض، فلابد من اختيار ممرضات يتمتعن بخبرة فائقة في الرعاية والتعامل مع الأجهزة.

وأكد النائب البرلمانى مجدي بيومي أنه تم الاتفاق مع وكيل وزارة الصحة ونقابة الأطباء على الاستعانة بالكوادر الطبية من خلال البروتوكولات الموقعة بين مستشفيات المحافظة، ومراكز وزارة الصحة من بينها بروتوكول معهد القلب، ومستشفى بني سويف العام، وفتح التعاقد مع أبناء المحافظة من أساتذة الجامعات بشكل شخصي ومباشر، والتعاقد مع أطباء المستشفى الجامعي بصفتهم الطبية والرسمية، لافتًا إلى أن نقابة الأطباء هي الجهة المنوط بها إجراءات التعاقد حتى يتسنى لمجلس النقابة محاسبة المقصر في الحال.

من جانبه أكد المستشار محمد سليم، محافظ بني سويف، أنه عقد اجتماعًا عاجلًا لبحث معوقات تشغيل العناية المركزة بمستشفى التأمين الصحي، وسبل حلها من خلال مشاركة جميع المسئولين عن قطاع الصحة بالمحافظة، اذ اعتذر 3 أطباء عن عدم العمل مع الاستشاريين بالجامعة والمتعاقدين مع مستشفى التأمين للإشراف على قسم العناية المركزة به.

ولفت المحافظ إلى أن الاجتماع انتهي على مخاطبة وزير الصحة، ورئيس هيئة التأمين الصحي، لدعم مستشفى التأمين الصحي سواء من خلال توفير أطباء أو زيادة المقابل المادي للتعاقدات المطلوبة لسد العجز.
الجريدة الرسمية