عملية الحفار.. هل تتكرر؟! (1 )
تداعب ذكريات الإنجازات التاريخية للمخابرات المصرية الأذهان في الوقت الراهن في أعقاب اقتراب مفاوضات "سد النهضة" من الفشل التام.
البعض طرح فكرة الحل العسكري كخيار أخير، في حالة الوصول لمرحلة اليأس..وبغض النظر عن مدى اقتناع صاحب القرار في مصر بالفكرة من عدمه، واستبعاد الخبراء العسكريين والاستراتيجيين لاحتمال اللجوء إلى إنهاء الأزمة بالقوة، فإن الشعب المصري بحاجة لتذكر تلك الأمجاد التي أحرزها في مواجهة العدو الإسرائيلي.. مع صعوبة المقارنة بين الوضع وقتها، والوضع الحالي في حوض وادي النيل.
وتمثل عملية تدمير الحفار "الإسرائيلي" "كينتنج" في أبيدجان عاصمة ساحل العاج، يوم 8 مارس 1970 واحدة من أكبر وأهم العمليات التي قامت بها المخابرات المصرية، في صراعها الطويل مع المخابرات "الإسرائيلية".
وتكتسب هذه العملية أهميتها من كونها جاءت في وقت كانت مصر فيه في أمس الحاجة إلى انتصار، ردا على نكسة مفاجئة منيت بها في 1967 فضلا عن أنها كانت تمثل في ذاتها ردا شديد البلاغة والقسوة على الغطرسة “الإسرائيلية”، ومحاولتها تحطيم الروح المعنوية للشعب المصري، وتدمير أمله القائم على تحرير الأرض المغتصبة.
عقب نكسة 1967 حاول الإسرائيليون تحطيم الروح المعنوية للشعب المصري، وتدمير أملهم القائم على تحرير الأرض المغتصبة.. فقاموا بتنفيذ مخطط لإذلال مصر، وقرروا استخراج البترول من خليج السويس أمام أعين المصريين، وذلك في محاولة لإجبار مصر على قبول أحد الأمرين.. إما استنزاف البترول المصري، وإما أن يرفض المصريون ذلك، ويهاجموا الحقول المصرية التي تستغلها إسرائيل، وهو ما كانت إسرائيل تنتظره لتتخذه كذريعة لضرب حقل (مرجان) حقل البترول الوحيد الباقي في يد مصر لتحرم الجيش المصري من إمدادات البترول.
وتم الإعلان عن تكوين (ميدبار) وهي شركة إسرائيلية أمريكية إنجليزية حيث قامت باستئجار الحفار (كينتنج) فأعلنت القيادة المصرية أن سلاح الجو المصري سيهاجم الحفار عند دخوله البحر الأحمر.
وبدا من الواضح أن هناك خطة إسرائيلية لاستدراج مصر إلى مواجهة عسكرية لم تستعد مصر لها جيدا أو يضطر المصريون إلى التراجع والصمت.. وعلى ذلك قرر جهاز المخابرات المصري التقدم باقتراح إلى الرئيس جمال عبد الناصر يقضي بضرب الحفار خارج حدود مصر بواسطة عملية سرية مع عدم ترك أية أدلة تثبت مسئولية المصريين عن هذه العملية.
أو تتم الاستعانة بسفينتين مصريتين كانتا تعملان في خدمة حقول البترول وعندما بدأت إسرائيل عدوانها عام 1967 تلقت السفينتان الأمر بالتوجه إلى السودان (ميناء بورسودان) والبقاء في حالة استعداد لنقل الضفادع المصرية ومهاجمة الحفار من ميناء (مصوع) في حالة إفلاته من المحاولات الأخرى.
أما إذا فشلت تلك العملية فيتم الاستعانة بالقوات الجوية كحل أخير.
يتبع