أحلامنا في 2016
نحن أمة تعيش على أمل أن يتحقق حلمها لكنه دائما يخذلها.. ومع ذلك نتمسك به ونظل نحلم، أجيال ومن ورائها أجيال عاشت تحلم.. لكنها ورثت حلمها لمن جاء بعدها.. شاركنا آباءنا حسرتهم على ضياع حلمهم في وطن حر متقدم يملك قوَّته وقُوته في عهد عبد الناصر، وانتهى الحلم العظيم إلى كابوس أعظم بنكسة يونيو 67، وعشنا حلمهم الذي بشرهم به السادات في تحقيق الرفاهية لكل أفراد الشعب.. وكالعادة لم تأت الرفاهية الموعودة لكن بقي الحلم.
وجاء المخلوع مبارك وظل يخدع الناس طوال 30 سنة، بمجتمع متقدم وبخير وفير في ربوع البلاد، حتى انتهى حكمه بثورة شعبية، بعد أن تفشى الفساد والفقر والمرض، وانتشرت العشوائيات، وذهبت الثروات لجيوب الفاسدين.
وتولد الحلم الكبير مع ثورة 25 يناير.. حلم شعب بوطن حر يصون كرامة أبنائه.. وعدالة تساوي بينهم.. لكن كيف يتم ذلك ومؤسسات الدولة النافذة قائمة أصلا على التمييز.. واحتكار السلطة والثروة.. والاستحواذ على كل شيء؟
الكل تآمر على الثورة.. وظل الشعب هو الضحية لا يملك سوى حلمه.. اليوم.. وغدا.
كل الأنظمة استخدمت نفس العبارات والأساليب في تقديم المسكنات للمواطنين وتنويمهم بالوعود والتخويف.. الصبر.. مصر في عنق زجاجة.. نحن الآن في مرحلة انتقالية مفصلية.. المؤامرات تحاك ضد هذا البلد من كل صوب.. لا بد من التكاتف وتحمل الصعاب..
هي نفسها المبررات.. نفس الكلام.. وبالحرف الواحد.. أمس واليوم.. وفي النهاية لا يتحقق الحلم..
كل الأنظمة حاولت إقناع الشعب بأنها تعمل من أجل مصلحة البلاد والعباد، لكن الواقع يؤكد أنها لم تفعل شيئا سوى المزيد من التخبط والعشوائية والانحدار في جميع مناحي الحياة.. بدليل أننا الآن لا نملك سوى لافتات فقط.. الحياة السياسية مجرد مصطلح نتداوله، ويُفط على مقرات.. وعبارات على ورق أو عبر ترددات الفضائيات.. اقتصادنا هش متهالك، ولا وجود له إلا في تصريحات وبيانات الوزراء.. إنجازاتنا دخان في الهواء.. مجرد كلام وأغانٍ.
ومع ذلك ما زال الحلم ينبض بين ضلوعنا، ومع قدوم عام جديد يراودنا الأمل في أن يتحقق حلمنا هذه المرة.. ومع حلول 2016 أحلم بشعب عظيم يليق بهذا الوطن.. وأحلم بوطن حر يليق بعظمة هذا الشعب!