رئيس التحرير
عصام كامل

الإخوان ووساوس الشيطان عن سد النهضة!


بلا أي خجل يتكلم الإخوان عن سد النهضة!.. كنا نعتقد أنه بعد فضيحة البث المباشر لاجتماع الخيبة الكبرى بقصر الاتحادية، أنهم لن يفتحوا أفواههم عن الموضوع إلى الأبد.. لكنهم فعلوها!


وكنا نعتقد أنه بعد فضيحة وجريمة التخلي عن حلايب، وعن كلام خطير عن التخلي عن أراض في سيناء ألا نسمع إخوانجيا واحدا يفتح فمه عن أي شيء يخص الأمن القومي المصري من قريب أو من بعيد، وأن يخرسوا إلى الأبد.. لكنهم فعلوها!

وكنا نعتقد أنه بعد اختبائهم واحتمائهم بمجرم تركيا الذي يقتل الأشقاء في سوريا والعراق، ويتعيشون من أمواله التي هي عائد المواخير وبيوت جهنم ومن عائد النفط المنهوب من بلادنا العربية، أن يخرسوا نهائيا ولا نسمع لهم حتى همس.. إلا أنهم لا خجل ولا حياء ولا دم من الأساس، وعادوا يتكلمون عن النهضة والسد.. وليس النهضة مشروع الخيبة العظيم للشاطر خيرت.. لكنهم فعلوها!

والسؤال: هل مصر في خطر من سد النهضة؟.. بمعنى.. هل صحيح أن السيسي باع مصر ومصالحها في اتفاق المبادئ الذي وقعه في الخرطوم كما يزعمون؟.. تعالوا نكشف لكم الحقيقة..

أولا اسمه اتفاق مبادئ.. أي ليس اتفاقية جديدة.. أي أنه لا علاقة له بالاتفاقيات القديمة.. أي لا علاقة له بأي مساس بحصة مصر من نهر النيل ولا كل حقوقها من المعاهدات السابقة!

السؤال: هل حققت مصر مكاسب من اتفاق المبادئ؟

الإجابة: نعم.. وإليك البند الأول في الاتفاق؛ حيث يقول بالنص - بالنص مش بالهمبكة الإخوانية على مواقعهم وصفحاتهم -: "التعاون على أساس التفاهم المشترك.. المنفعة المشتركة وحسن النوايا والمكاسب للجميع ومبادئ القانون الدولي"!.. وبالنص على مبادئ القانون الدولي فقد أقرت إثيوبيا والسودان بكل قوانين العالم العادلة والضامنة لكل الحقوق!

ليس هذا فقط.. لحظة.. حيث تنص المادة الثالثة على: "سوف تتخذ الدول الثلاثة كل الإجراءات المناسبة لتجنب التسبب في ضرر ذي شأن خلال استخدامها للنيل الأزرق / النهر الرئيسي، على الرغم من ذلك ففي حالة حدوث ضرر ذي شأن لإحدى الدول فإن الدولة المتسببة في إحداث هذا الضرر عليها في غياب اتفاق حول هذا الفعل، اتخاذ كل الإجراءات المناسبة بالتنسيق مع الدولة المتضررة لتخفيف أو منع هذا الضرر، ومناقشة مسألة التعويض كلما كان ذلك مناسبًا"!.. والنص تحدث عن منع أي ضرر.. منع.. قبل التعويض أو غيره!

وينص الاتفاق أيضا: "سوف تستخدم الدول الثلاثة مواردها المائية المشتركة في أقاليمها بأسلوب منصف ومناسب، ولضمان استخدامهم المنصف والمناسب سوف تأخذ الدول الثلاثة في الاعتبار كل العناصر الاسترشادية ذات الصلة الواردة أدناه وليس على سبيل الحصر:-

أ- العناصر الجغرافية والجغرافية المائية والمائية والمناخية والبيئية وباقي العناصر ذات الصفة الطبيعية.
ب- الاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية لدول الحوض المعنية.
جـ- السكان الذين يعتمدون على الموارد المائية في كل دولة من دول الحوض.
د- تأثيرات استخدام أو استخدامات الموارد المائية في إحدى دول الحوض على دول الحوض الأخرى.
هـ- الاستخدامات الحالية والمحتملة للموارد المائية!

وهناك شروط أخرى كثيرة في البند السابق، لكن إليكم البند رقم 9؛ حيث يقول: "وسوف تتعاون الدول الثلاثة على أساس السيادة المتساوية ووحدة إقليم الدولة.. المنفعة المشتركة وحسن النوايا بهدف تحقيق الاستخدام الأمثل والحماية المناسبة للنهر"!

وطبعا علامات التعجب من عندنا.. فلا نعرف مَن مِن الذين كتبوا وهاجموا وأثاروا الدنيا هل قرأوا فعلا الاتفاق؟.. وهل قرأوا ما بين سطوره؟.. وهل يعرفون أن من حق برلماننا الجديد رفض التوقيع عليه رغم كل ما سبق؟.. وهو كارت إضافي؟.. وأيضا: هل يعرفون حقيقة حجم مصر وقوتها وهي من عبرت القناة وحطمت خط بارليف وعادلت برجالها قنبلتين نوويتين، وهي من دمر أبناؤها الحفار الإسرائيلي في المحيط الأطلنطي في عمل مخابراتي عبقري، وهي من زرعت رأفت الهجان في إسرائيل، وهي من صنع رجالها ملحمة تهريب مشروع الصواريخ الأمريكية، وهي من وضع أبطالها أجهزة تنصت في المقر السري للموساد في أوربا المؤمنة تأمينا أسطوريا.. هؤلاء هل يعرفون مصر فعلا؟.. هل يخيف مصر سد أو ألف سد؟

والآن ونحن ننتظر بذاءات وسفالات الإخوان وانحطاطهم وخيبتهم الثقيلة في تعليقاتهم، وهو أكل عيش لجانهم وأعضائها من الصيع والهلافيت، الذي بات مضحكا ومقرفا ومكشوفا ومفضوحا في آن واحد لن نقول إلا كما قال القرآن: "قتل الخراصون" صدق الله العظيم.
الجريدة الرسمية