رئيس التحرير
عصام كامل

حلاوة زمان.. عروسة وحصان «قصة مصورة»

فيتو

بدأها الفاطميون حين كانت دولتهم تحكم مصر، جابوا شوارع وميادين القاهرة في موكب ضخم يوزعون الحلوى بشتي أنواعها وأشكالها، احتفالًا بذكرى المولد النبوي الشريف.


ومن بعدهم بات المصريون عبر السنين والأزمنة على الدرب يسيرون.. غير عابئين بتحقيق أرباح أو تكبد خسائر.. هم فقط متمسكون بإحياء عادة أهداها المصريون إلى الدنيا كلها.. واضعين نصب أعينيهم تلك الفرحة التي يرونها تحلق في سماء الفقراء.. الفئة الوحيدة التي يقبل المنتمون لها على شراء «عروسة» و«حصان» مولد النبي صلى الله عليه وسلم، المصنوعة من السكر.

صناعة عرائس المولد من السكر تمر بسبع مراحل، تبدأ بإحضار المادة الصلبة وهي «السكر» وإضافتها إلى الماء الفاتر، ومكسبات اللون، وتقليبها جيدًا..

المرحلة الثانية هي البدء في عملية غليان الماء الممزوج بالسكر حتى يذوبا جيدًا ويتحولا لمادة صلبة..

بعد أن يتحول السكر والماء إلى مادة صلبة وممتزجة بطريقة جيدة، تبدأ المرحلة الثالثة وهي صبها في قوالب خشبية ذات أشكال متعددة أهمها العروسة، والحصان..

بعد ملء القوالب الخشبية بالماء والسكر الممزوجين سويًا، توضع القوالب في مكان مخصص لصب الماء الفاتر فوقها حتى تتشبع..

تحتاج القوالب المعبأة بمزيج السكر والماء إلى وقت زمني غير محدد حتى تجف وتصبح صلبة وصالحة لتناولها، وحينها يبدأ هذا الطفل في تفريغها من القوالب، وهذه هي المرحلة الخامسة من مراحل التصنيع..

ضيق المكان الذي تصنع فيه مستلزمات المولد النبوي، اضطر العاملين لأن يتجاوروا في إتمام مراحل العمل الخمس السابقة، ورغم ذلك لا يفقد الواحد فيهم تركيزه وينهي مهام عمله على الوجه الأفضل..

المرحلة السادسة هي تزيين العروسة أو الحصان بلمسات جمالية تجذب عيون الأطفال إليها..

من ضمن مراحل تزيين قطع الحلوى المصنوعة من السكر هي تجميلها بورق الكورشيه، وهذا يضفي عليها نوعًا من الفخامة التي تفرح الصغار والكبار..

الإحساس بقيمة العمل، وأهميته التاريخية يحتاجان إلى دقة في الأداء وإبداع في اللمسة..

حتى تزداد فرحة الأطفال بـ«عروسة المولد» لا مانع من إضافة بعض مكسبات الطعم أو المواد الخام التي تعكس ألوانًا مميزة..

السيدات دومًا هن الأجدر بمعرفة خروج العمل بدرجة الجودة المطلوبة من عدمه، وهذا ما تقوم به «أم محمد» حيث تطمئن على الانتهاء من تصنيع العرائس والأحصنة بالشكل والحجم والطعم المطلوب..

مهمة «عم بلال» في دورة إنتاج عرائس وأحصنة المولد النبوي، هي إمداد الحرفيين بالمزيد من أكواب الشاى، وهي مهمة خاصة جدًا يصفها العاملون هناك بـ«تعمير الطاسة أساس الفن»..


تعرض العرائس والأحصنة أمام المارة الراغبين في شرائها، وهذه هي المرحلة السابعة والأخيرة من تصنيعها، ولا يزيد ثمن القطعة الواحدة على 10 جنيهات على الأكثر.. وبالهنا والشفا..
الجريدة الرسمية