مؤشرات على تحرك دولي نحو عمل عسكري في ليبيا
تستضيف العاصمة الإيطالية روما، اليوم الأحد، مؤتمرًا دوليا حول الوضع في ليبيا، بمشاركة وزراء خارجية الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، روسيا، فرنسا، الصين، بريطانيا والولايات المتحدة، إلى جانب وزراء خارجية دول الجوار الليبي، والممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوربي، إلى جانب المبعوث الأممي إلى ليبيا.
وتهدف المحادثات رفيعة المستوى إلى دفع الأطراف الليبية إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، بينما ترى الوسائل الغربية أنها خطوة في اتجاه مبادرة جديدة لوقف إطلاق النار، وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز"، إلى أن مشاركة وزير الخارجية ألأمريكية جون كيري، تأتي في إطار جهود المجتمع الدولي لمساعدة ليبيا في تشكيل حكومة وإنهاء سنوات من الاقتتال الداخلي، والتصدي لتهديد الدولة الإسلامية المتنامي.
يشارك وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في المؤتمر، مؤكدًا خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الإيطالي، الجمعة الماضي، اهتمام موسكو بتحقيق الاستقرار في ليبيا، وأن بلاده تدعم جهود إيطاليا الهادفة إلى مساعدة الليبيين في التغلب على الانقسام الحالي وتشكيل حكومة وطنية واحدة وشرعية، وأن تشكيل حكومة معترف بها من الأمم المتحدة يمكن من مناقشة سبل التغلب على المشاكل الأخرى.
وأشار إلى أن انتشار السلاح والمقاتلين الذين كانوا يواجهون معمر القذافي، قد انتشروا خارج ليبيا في أفريقيا ودول الجوار، ويمارسون أعمالهم الإجرامية، حتى في الدول الأوربية التي زودتهم بالسلاح لإسقاط القذافي.
وتحت عنوان "الحرب مع داعش: تحرك دولي نحو عمل عسكري في ليبيا"، كتبت صحيفة "الإندبندنت"، مشيرةً إلى أن الجهاديين الليبيين قد يكونون الهدف التالي للعمل العسكري البريطاني، بعد أن دعا رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، يوم الجمعة، لبذل جهود دولية تمتد لشمال أفريقيا، وقال فالس: "نحن في حالة حرب، ولدينا عدو، داعش، ويجب علينا محاربته في سوريا والعراق، وقريبا في ليبيا أيضا".
وأضافت أن الأمم المتحدة تقدر عناصر تنظيم "داعش" التي تسيطر على مدينة "سرت"، وعلى جزء من ساحل البحر المتوسط بامتداد المدينة الليبية، ما بين 2000 إلى 3000 من العناصر الإرهابية، وأشارت إلى أن الحكومة البريطانية أكدت على أنها تعمل بالتعاون مع الشركاء الدوليين لمواجهة التنظيم الإرهابي في ليبيا.
وبدورها قالت صحيفة "فايننشال تايمز" إنه تم تقسيم ليبيا بين حكومتين وبرلمانيين منذ منتصف 2014، ما بين طرابلس وطبرق، وهناك منافسة بين الطرفين؛ للسيطرة على الثروة النفطية الهائلة في البلاد وأصولها في الداخل والخارج، ويأمل دبلوماسيون دوليون، أن تشكل حكومة جديدة لديها الشرعية اللازمة لطلب الدعم من القوات الأجنبية لطرد تنظيم "داعش" الإرهابي.