توفيق الحكيم يكتب: العمل.. والعمل وحده
نشرت مجلة الجديد عام 1975 مقالا كتبه الأديب توفيق الحكيم حول ضرورات المرحلة في مصر قال فيه:
قام أعضاء المجمع اللغوى الفرنسى والأدباء جيرودو وموروا ودوهاميل بتوزيع انفسهم على الصحف والراديو بعد أن قام داعى الوطن بدعوتهم إلى الكفاح.
انتشروا يجاهدون في تقوية روح الشعب بما في أقلامهم من مداد وبما في شرايينهم من دم الرجولة والشرف.. كتبوا ونشروا وأذاعوا، لا بحوثا ولا دروسا ولكن صيحات حارة مدوية تدعم إيمان الشعب الذي نخرت فيه ديدان قوى خفية، وهزت أركانه همسات أخرى مسمومة قطرتها في نفوسه الدعاية الأجنبية.
وأظن أن واجبنا نحن رجال القلم أن نصنع الساعة شيئا لهذا البلد، ومادمنا لا نملك صحة الجسم ما نبذل معه دمنا، فلنبذل على الأقل مداد أقلامنا وحرارة أفئدتنا، وفى نفس الوقت نريد إنجازات عملية يساعد بها الشباب؛ لأنه لا يجب أن تكون المسألة مجرد كلام، وهناك ما يزيد على 120 ألف من شباب الجامعات، هم جيش كبير، وبدلا من أن يعبر القناة سيعبر بالبلد سنوات التخلف.
أقترح أن تكون محو الأمية جزءًا من حملة أبناء مصر للتطوير، وكل شاب حسب مستواه، وأقترح أن تشترك الفنون التشكيلية في حملة العمل فنربط محو الأمية بالأبجدية الذوقية والفنية.