الفائز بجائزة نجيب محفوظ: والدي تمنى أن أكون «رجل دين» ولم يكن مؤمنا
قال الأديب اللبناني حسن داود، الفائز بجائزة نجيب محفوظ لعام 2015، عن روايته "لا طريق إلى الجنة"، خلال كلمته في الجامعة الأمريكية منذ قليل: "في سبعينيات القرن الماضي، كان أبي في منتصف أربعينياته، حيث أعلن لي عن خوفه من تضاؤل أعداد رجال الدين".
فقال لي: إن يومًا سيأتي وسيكون قريبًا بحسبه، لن يجد الناس فيه شيخًا أو سيدًا يقيم عقود الزواج أو يدفن الميتين"، ولم يكن أبي مؤمنًا بشكل خاص، بل إنه لم يكن يصلي أو يصوم، مرتاحًا هكذا لتفويضه أمي بأداء هذه الفروض بانتظام.
أضاف: ربما كان أبي يسعى إلى إقناعي بالذهاب إلى النجف لأعود منها مرتديا الجبة والعمامة، لا بسبب تقواه، بل لمعرفة مبكرة حصلها من أن علينا أن نكمل دراستنا تبعًا لحاجة السوق، وأنا إن كنت أطعته في ذلك، لكنت عقب تخرجي إمامًا لثلاثة قرى أو أربع، لطالما أن المراكز ستكون شاغرة كلها".
أضاف: "لم تكن صورة رجل الدين ذات جاذبية في ذهني، فقد ارتسمت في مخيلتي صورة المأذون كيف كانت في السينما المصرية آنذاك، حيث كان العالم كله ذاهبًا في اتجاه آخر لم يقترحه عليَّ أبي، وكنت أعرف أن الكثيرين كانوا يذهبون إلى النجف ولا يمكثون فيها طويلا".