رئيس التحرير
عصام كامل

تصاعد الأزمة بين تركيا وروسيا.. تدابير انتقامية من موسكو ضد أنقرة.. «أردوغان» يهدد بغلق مضيقي البوسفور والدردنيل في وجه الروس.. وثورات الربيع العربي غذت التوترات بين البلدين

أردوغان وبوتين
أردوغان وبوتين

منذ تصاعد الأزمة بين روسيا وتركيا، وهناك تهديدات بغلق مضيقي البوسفور والدردنيل في وجه السفن الروسية، ويعود تاريخ الصراع بين البلدين إلى أربعة قرون، عندما كانت كلتاهما إمبراطوريتين، روسيا يحكمها قيصر وتركيا يحكمها سلطان.


مضيقا البوسفور والدردنيل
وكان هناك العديد من الحروب، وقيل إن روسيا تريد وضع قدمها في المياه الدافئة، ما يعني تصادمها مع تركيا في البحر الأسود والمضيقين اللذين في مياهها الإقليمية البوسفور والدردنيل، وإغلاق أنقرة مضايقيها في وجه موسكو، وخاصة بعد مرور السفينة الحربية الروسية من مضيق إسطنبول "البوسفور"، وتوجيه الجنود الروس أسلحتهم نحو مدينة إسطنبول.

حسم الصراع
وفي الماضي، وضعا البلدين اتفاقا لحسم الصراعات، وكان طرفاها الاتحاد السوفياتي وتركيا الكمالية، نسبة إلى مؤسس الجمهورية التركية كمال أتاتورك في 1923، وفي عام 1936 حاولت تركيا إبرام اتفاقية جديدة تضمن سيادتها على المضيقين، وعقدت اتفاقية مونترو للمضيقين، ووقعت كل من بريطانا وفرنسا واليابان والنمسا وبلغاريا واليونان ورومانيا والاتحاد السوفيتي على الاتفاقية التي تنص على خضوع المضيقين للسيادة التركية، ومرور السفن بحرية في المضيقين، وهذه الاتفاقية سارية حتى أثناء الحروب ما لم تكن تركيا مشاركة فيها، أي إن المضيقين يبقيان مفتوحين لجميع الأطراف أثناء قيام حرب لا تشارك فيها تركيا.

تصاعد التوترات
ومنذ ثورات ربيع العربي وزادت التوترات بين أنقرة وموسكو، وتداخلت السياسة والاقتصاد والدين في تأجيج الصراع، وكان لذلك تأثير سلبي في العلاقات إلى أن تصاعدت الأزمة بعد إسقاط أنقرة المقاتلة الروسية في سوريا مؤخرًا، وألقت الحادثة بوطأتها الشديدة على العلاقات بين البلدين، وخاصة مع إعلان موسكو تعليق التعاون العسكري بين الجانبين، وإلغاء زيارة كانت مقررة، لوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف لأنقرة، إضافة لاتهام روسيا لتركيا بدعم الإرهاب في الشرق الأوسط، وقد قررت وزارة الدفاع الروسية إرسال سفينة حربية قبال محافظة اللاذقية غرب سوريا، كما أعلن وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويجو، أن بلاده ستنشر أنظمة الدفاع الصاروخي "أس أ400" في مطار حميميم العسكري في مدينة اللاذقية بسوريا.

تدابير انتقامية
وأعلنت موسكو تدابير انتقامية ضد أنقرة، واشتدت الحرب الكلامية بين الجانبين، ولم تتخذ تركيا أي تدبير عملي فالسفن العسكرية الروسية لا تزال تعبر مضيقي البوسفور والدردنيل، ولكن هناك بعض التقارير التي تشير إلى احتمال استخدام تركيا المضيقين في أزمتها مع موسكو، على الرغم من نص الاتفاقيات على أن تركيا لا يحق لها إغلاق المضيقين في وجه السفن الروسية إلا في حال حدوث حرب.
الجريدة الرسمية