رئيس التحرير
عصام كامل

مرصد الإفتاء: توغل «داعش» في ليبيا نتيجة للأوضاع الأمنية والسياسية

دار الإفتاء المصرية
دار الإفتاء المصرية

حذَّر مرصد الفتاوى الشاذة والتكفيرية، التابع لدار الإفتاء المصرية، من أن توغل تنظيم داعش في ليبيا، جاء نتيجة للأوضاع الأمنية والسياسية فيها، حيث تعتبر المكان المفضل لإرهابيي داعش، خصوصًا بعد تركيز الضربات الجوية على مواقع نفوذهم وسيطرتهم في سوريا العراق، الأمر الذي يشكل خطرًا كبيرًا على الدول المجاورة.


وأضاف المرصد، خلال بيان له: «وهو ما تنبهت له الدولة بكافة أجهزتها، فالقوات المسلحة تكثف جهودها لتأمين الحدود الغربية وردع كل من تسول له نفسه محاولة اختراقها لتنفيذ عملياته الإرهابية من هذا الاتجاه عبر تهريب الأسلحة وغير ذلك من الأساليب لدعم بعض العناصر الإرهابية الموجودة داخل البلاد، وتؤازرها في ذلك الشرطة، من خلال التنسيق لحفظ الأمن والاستقرار في هذا الجزء الغالي من ربوع مصر».

وأشار المرصد إلى أن تنظيم "داعش" الإرهابي يتمدد بقوة في عدة مناطق في ليبيا، ويركز عملياته الإرهابية بشكل خاص على مناطق حقول البترول، فالتنظيم الإرهابي يسعى للتمدد باتجاه مدينة أجدابيا شرقي البلاد، والواقعة بين مدينتي سرت وبنغازي، للسيطرة على حقول البترول، كما يحاول أعضاء التنظيم الالتفاف على الموانئ التي من خلالها يتم بيع وتصدير البترول الذي يمثل المورد المالي الأساسي لأنشطة داعش الإرهابية.

وأوضح المرصد أن عناصر "داعش" بليبيا استغلوا الفوضى والاقتتال السائد في البلاد بين سلطات طرابلس التي تسيطر قوات موالية لها على معظم الغرب الليبي والقوات المستقرة في الشرق والمعترف بها دوليا، لتحويل "سرت" إلى معقل لهم، وانتشر مئات المقاتلين الأجانب التابعين لداعش في سرت والمناطق المجاورة لها، آتين من تونس والسودان واليمن خصوصا، وحتى من نيجيريا، ليتدربوا ويستعدوا لتنفيذ هجمات في دول أخرى.

وأشار المرصد إلى أن بعض التقديرات الاستراتيجية تؤكد أن داعش استغلت الأوضاع في ليبيا منذ وقت طويل، والآن بات المقاتلون الأجانب يتدفقون على سرت بدل التوجه إلى سوريا، وأن معقل التنظيم في ليبيا يتحول إلى مركز الاستقطاب الرئيسي للمتشددين في المنطقة، كما أن عدد المقاتلين الأجانب في صفوف التنظيم في سرت حاليا بضعة آلاف، ومن المتوقع ازدياد هذه الأعداد في ظل الضغط الذي يتعرض له التنظيم في سوريا والعراق، وأضاف المرصد أن الفضاء الوحيد الذي تعتبره قيادات "داعش" الموجودة في سوريا والعراق آمنًا حاليًا هو الفضاء الليبي، نظرًا لوجود بؤر للتنظيم في درنة وسرت وبالجنوب الليبي.

وأوضح المرصد أن عناصر "داعش" الفارين من مناطق مثل سوريا والعراق، تحت وقع الضربات الجوية، ينتقلون إلى ليبيا، مما يمثل خطرا تواجهه الدول المحيطة بليبيا، أو على أقل تقدير سيحاولون البقاء في ليبيا إلى حين مرور العاصفة ثم قد تكون مخططاتهم التوغل باتجاه مالي والنيجر، لأن الاستقرار هناك سيكون أسهل ويمكنهم التحرك بسهولة، وفي كل الأحوال ينبغي تنسيق الجهود الدولية لمواجهة تحول ليبيا إلى أن تكون المقر الرئيسي لدولة داعش المزعومة.

وأكد المرصد ضروة التعاون الدولي والإقليمي لمواجهة التمدد الداعشي في ليبيا، من خلال الجهود السياسية والعسكرية لتسوية الخلاف بين أطراف النزاع المسلح من مختلف القوى الليبية، وتوجيه ضربات مؤثرة لقوعد تنظيم داعش في ليبيا الذي يدرك أن الفوضى في ليبيا توفر له فرصة تعزيز قدراته، وأنه يستطيع المحافظة على وجود مهم له في ليبيا، يدعم فروعه في المنطقة كلها، طالما أن الحرب في هذا البلد قائمة.

وأشاد المرصد بجهود الدولة المصرية التي تعمل على زيادة وتكثيف الاهتمام بجهود التنمية في مطروح، وجميع ربوع المنطقة الغربية، لحرمان أي تنظيم إرهابي من أدنى فرصة في أن يجد بؤرًا توفر له أي دعم، لا سيما أن قبائل مطروح والمنطقة الغربية ينبذون التطرف والعنف وقد قدم أبناؤها الدعم والتأييد لجهود الدولة في مكافحة الإرهاب، كما حدث في مبادرة تسليم الأسلحة التي شاركت فيها كل القبائل.

الجريدة الرسمية