رئيس التحرير
عصام كامل

احترس "الدواء فيه سم قاتل ".. أدوية تسبب القتل وأمراضاً مزمنة والاتهامات بين الصحة والصيادلة مستمرة .. والضحية المواطن المصري

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

على طريقة "لا تشرب الدواء ، الدواء فيه سم قاتل"، تقدمت اللجنة النقابية للصيادلة الحكوميين بالمذكرة الرابعة إلى الدكتور محمد مصطفى حامد وزير الصحة ضمن سلسلة من الشكاوى التي تم التقدم بها لرصد مشاكل ببعض المستحضرات الطبية.  كما رصدت الشكاوى الأربعة عدداً من الآثار الجانبية لا تظهرها الشركة على العبوة الخارجية، ومنها مستحضر فيجاسكين لبوس أطفال ومستحضر حقن يحتوي على مادة فعالة هي مادة أسيتيل ساليسليك أسيد، وتمثل خطورة هذه المادة في الأطفال الأقل من 12 عاماً إلى حدوث متلازمة "راى" عند تناول الأطفال المصابين بأى عدوى فيروسية كالأنفلونزا والجدري لهذه الأدوية، وتكمن خطورة هذه المتلازمة في أنها تصيب الكبد والمخ بأضرار بالغة قد تؤدي إلى تضخم الكبد والمخ ومن ثم الوفاة.


والآخر هو مستحضر الأسبوسيد المضغ للأطفال مشيراً إلى أن اللجنة الفنية لمراقبة الأدوية بتاريخ 23 يونيه العام الماضي قررت كتابة تحذير على العبوات الخارجية لهذا المستحضر : بأنه لا يستخدم لتخفيض الحرارة في الأطفال أقل من 12 سنة، ومنذ ذلك التاريخ وحتى كتابة هذه المذكرة والمستحضر ينتج دون كتابة هذا التحذير، ليس  ذلك فقط  إنما اسم المستحضر نفسه اسبوسيد للأطفال يوحي للآباء والأمهات باستخدام هذا المستحضر لأطفالهم في حين أن الحقيقة مغايرة لذلك تماماً، وأنه ممنوع استخدامه للأطفال أقل من 12 سنة كما أن العبوة الخارجية للمستحضر مرسوم عليها عرائس أطفال صبيان وبنات حتى يوحوا للآباء والأمهات باستخدام هذا المستحضر لأبنائهم وبناتهم وكذلك دواء فاتح الشهية ميسجور مستحضر التريزوركس وتم سحبه فعلاً من الأسواق. وعن حقيقة تلك الآثار ومدى خطورة استخدام تلك الأدوية، أكد  الدكتور محمود فتوح رئيس اللجنة النقابية للصيادلة الحكوميين والمتقدم بالشكاوى أن أشهر الآثار الجانبية للمستحضر المحتوي على أسيتيل ساليسليك اسيد مشيراً إلى أنه تقدم  بشكوى خلال الأيام الماضية لوزير الصحة بخصوص مستحضر اسبوسيد أطفال بسبب عدم التزام المسئولين بالإدارة المركزية للصيدلة بتفعيل قرارات اللجنة الفنية منذ عام 2011 وحتى الآن.

وطالب في المذكرة بتطبيق قرار اللجنة الفنية للأدوية وتفعيله على جميع المستحضرات الصيدلية التى تحتوي على مادة اسيتيل ساليسيليك اسيد وحظر تداول تلك المستحضرات للأطفال الأقل من 12 عاماً وكتابة تلك التحذيرات على العبوات الخارجية للمستحضرات التى تحتوي على هذه المادة والتي تستخدم للكبار  مثل مستحضر اسبيجيك حقن لأنه مازال يوجد الكثير من الأطباء البشريين الذين يستخدمون هذه الحقن لخفض درجة حرارة الأطفال.

وسحب مستحضر فيجاسكين لبوس أطفال من السوق المحلية، وإنهاء تسجيله مع عدم تسجيل أى مستحضرات صيدلية للأطفال في أي شكل صيدلي تحتوي على المادة الفعالة اسيتيل ساليسيليك اسيد، ومحاسبة المخالفين والمتسببين في عدم تفعيل وتطبيق قرارات اللجنة الفنية للأدوية وإنهاء انتداب رئيس الإدارة المركزية للصيدلة الدكتور  محسن عبدالعليم لإهماله وتقصيره في أداء عمله حسب ما ورد بالشكوى.

أما الدكتور محسن عبد العليم رئيس الإدارة المركزية لشئون الصيادلة بوزارة الصحة أكد أن الإدارة هي المسئول الأول عن تنظيم سوق الدواء في مصر ومن شأنها مراقبة الدواء وجميع المنتجات التي يثار حولها ردود فعل حالياً تدرس منذ شهر ونصف الشهر. مؤكداً أن على سبيل المثال الاسبوسيد متداول بالأسواق منذ 30 عاماً ولم يسجل منه أي شكاوى وعدم استخدامه لأقل من 12 عاماً لا يتطلب تحذيراً لأنه أمر معلوم لطلبة كليات الصيادلة. مؤكداً أن ذلك يعد أموراً فنية تدرس من قبل اللجان المختصة وتصدر بها توصيات ترفع لوزير الصحة ويتم اتخاذ قرار بها.

وأضاف رئيس الإدارة المركزية لشئون الصيادلة أن قرار اللجنة الفنية نشرف عليه وننفذه والأمر ليس خطيراً حتى بعد قرار اللجنة سيتم إضافة التحذير فقط ولايعني ذلك أنه يتسبب في المتلازمة للأطفال وتلك أمور علمية خطيرة لا يجب التلاعب بها بهذا الشكل. مؤكداً أنه تم تشكيل لجان فنية لإعادة تقييم جميع الأصناف الدوائية الموجودة في مصر وندرس بعض المستحضرات المثار عليها خلاف بقسم اليقظة الدوائية لتقييم الأدوية وانتهت اللجنة بالفعل من تقريرين وسيتم الإعلان عنهما المرة القادمة باجتماع اللجنة وهي تعقد الخميس من كل أسبوع.

من جانبه، أوضح الدكتور أحمد رامي نقيب صيادلة القليوبية أن النقابة لها تمثيل داخل اللجنة الفنية بالإدارة المركزية بالوزارة لمتابعة تنفيذ التوصيات التي تتخذها اللجنة وغالباً تنفيذها يستغرق وقتاً وذلك لأنها تمثل بحثاً علمياً على المستحضر وذلك برصد الآثار الجانبية رغم أنه آمن إلا أنه له أعراض جانبية.

وحذر الدكتور أحمد رامي من تلاعب الشركات بمصالح المريض بأن تصب تلك الأزمة في صالح أحد الأطراف فمثلاً بديل الاسبوسيد الوحيد بالأسواق دواء لشركة أخرى ثمنه 290 جنيهاً في الوقت الذي لا يتعدي الأسبوسيد جنيهاً واحداً.

 

الجريدة الرسمية