تحذير عصام حجى!
من حق الدكتور عصام حجى الذي يوصف بأنه عالم الفضاء والمستشار العلمى لرئيس الجمهورية السابق أن يتحدث علميا في أي شيء وكل شيء سواء داخل إطار تخصصه العلمى أو خارجه مثل شئون البيئة والكوارث الطبيعية وتغيرات المناخ.. والدكتور عصام ليس وحده الذي يتحدث في غير تخصصه!
ومن حقه أيضا أن يقدم الدكتور عصام للعرب تحذيرات بالاهتمام بتلك التغيرات المناخية وأن يبالغ أو يضخم في تحذيراته إلى درجة القول بأن هذه التغيرات المناخية تهدد بانقراض العرب نظرا لأن بيئتهم صحراوية، وكأن التغيرات المناخية قاصرة فقط على المناطق الصحراوية.. فإن المبالغة والتضخيم لم تعد قاصرة فقط على غير المتخصصين وإنما يقوم بها متخصصون أيضا سواء في أمور وشئون تخصصهم أو خارج نطاق هذا التخصص!
لكن مع تجاوزنا على أن الدكتور عصام حجى يفتى علميا في غير تخصصه ويقدم تحذيرا للعرب بالانقراض ووضح ذلك فيما قاله في سياق هذه الفتاوى العلمية وهذه التحذيرات الخطيرة أنه اهتم أن يقارن بين أعداد ضحايا الكوارث الطبيعية وضحايا الإرهاب عندما قال إن عدد ضحايا الكوارث الطبيعية أكبر من ضحايا الإرهاب.
وربما أراد الدكتور عصام أن يجسم تحذيراته من التغير المناخى ولكنه في ذات الوقت يقلل من خطورة الإرهاب.. ويحدث ذلك في وقت يسقط فيه يوميا في أماكن شتى من العالم قتلى وجرحى من جراء عمليات قتل وتفجير وتدمير وتخريب تقوم بها عناصر التنظيمات الإرهابية.. إن ما قاله عصام حجى يشبه رجلا يحذر قومه من عدو آخر بعيد بينما هناك عدو قريب يحاصرهم.. وتلك مشكلة من يقحم نفسه فيما لا يعرفه جيدا!
