أوهام البشير!
لا أعتقد أن السلطات المصرية التي اعتادت على مواقف الرئيس السوداني البشير، فوجئت بالحملة العدائية التي وجهها الرجل ضد مصر عبر قناة العربية الفضائية.
فقد اعتادت السياسة المصرية على تقلبات الرئيس السوداني، ومواقفه المتناقضة، خاصة عندما يواجه بموجات الغضب التي تجتاح مواطنيه فيسعى إلى افتعال معارك خارجية تحول الأنظار الناقمة على سياساته الداخلية التي قادت إلى تقسيم السودان وتردي دخول المواطنين وزيادة البطالة إلى قضايا خارج الحدود وفي مقدمتها مسألة حلايب وشلاتين.. التي يدرك البشير أنها أراضي مصرية.
وفي آخر زياراته للقاهرة، أعلن البشير عن عمق العلاقات الأخوية التي تربط بين الشعبين المصري والسوداني، وأن اختلاف الرؤى حول حلايب وشلاتين لن يخرج عن إطار الحوار المصري السوداني.
وفي آخر حوار تليفزيوني للبشير يوم السبت الماضي على قناة العربية، أعلن أن حلايب وشلاتين سودانية وليس لمصر الحق في إجراء انتخابات نيابية بين سكانها، وكأن البشير لا يرى المشروعات التي تقام في حلايب وشلاتين، ولم يرصد الانتخابات السابقة التي لم يعلق عليها.. ولم تثر اهتماماته.
فما الذي تغير؟
تلقى الرئيس السوداني وعدا من النظام الإثيوبي، أنه سيتلقى مساعدات واسعة من جانب الدول الداعمة لبناء سد النهضة، لو اتخذ موقفا مساندا للموقف الإثيوبي ضد مصر. لذلك أعلن عبر «العربية» انحيازه للجانب الإثيوبي، وأنه لو حاولت مصر التدخل لتعطيل استكمال السد ستغرق.. وستغرق السودان من قبلها.
وهكذا كشف الرئيس السوداني عن وجهه الحقيقي المعادي لإرادة الشعب المصري في الحياة، وانحيازه إلى من يحقق مصالحه، بعد أن أصبحت المواقف التي اتخذها عبر مراحل المفاوضات، غير قابلة للاستمرار، وأن الادعاء بأن الوفد السوداني في المفاوضات يسعى لإحداث تسوية ترضي الطرفين المصري والإثيوبي لم يعد مقبولا وعندما حانت ساعة الفرز انكشف الدور السوداني على حقيقته.. تعطيل مسيرة التفاوض حتى تتمكن إثيوبيا من بناء الجانب الأكبر من السد، على أمل إجبار مصر على قبول الأمر الواقع.. والرضا بأن تتحكم إثيوبيا في مياه نهر النيل عند المنبع.. وتلقي بالفتات إلى مصر..
تلك هي أوهام البشير التي أغفلت أن مياه النيل بالنسبة للمصريين.. مسألة حياة أو موت، وأن مصر التي كاد صبرها أن ينفد بسبب تلك المفاوضات العقيمة، ليست على استعداد لأن تفرط في قطرة مياه واحدة من المخصصات التي نظمتها الاتفاقات الدولية.
وفي آخر حوار تليفزيوني للبشير يوم السبت الماضي على قناة العربية، أعلن أن حلايب وشلاتين سودانية وليس لمصر الحق في إجراء انتخابات نيابية بين سكانها، وكأن البشير لا يرى المشروعات التي تقام في حلايب وشلاتين، ولم يرصد الانتخابات السابقة التي لم يعلق عليها.. ولم تثر اهتماماته.
فما الذي تغير؟
تلقى الرئيس السوداني وعدا من النظام الإثيوبي، أنه سيتلقى مساعدات واسعة من جانب الدول الداعمة لبناء سد النهضة، لو اتخذ موقفا مساندا للموقف الإثيوبي ضد مصر. لذلك أعلن عبر «العربية» انحيازه للجانب الإثيوبي، وأنه لو حاولت مصر التدخل لتعطيل استكمال السد ستغرق.. وستغرق السودان من قبلها.
وهكذا كشف الرئيس السوداني عن وجهه الحقيقي المعادي لإرادة الشعب المصري في الحياة، وانحيازه إلى من يحقق مصالحه، بعد أن أصبحت المواقف التي اتخذها عبر مراحل المفاوضات، غير قابلة للاستمرار، وأن الادعاء بأن الوفد السوداني في المفاوضات يسعى لإحداث تسوية ترضي الطرفين المصري والإثيوبي لم يعد مقبولا وعندما حانت ساعة الفرز انكشف الدور السوداني على حقيقته.. تعطيل مسيرة التفاوض حتى تتمكن إثيوبيا من بناء الجانب الأكبر من السد، على أمل إجبار مصر على قبول الأمر الواقع.. والرضا بأن تتحكم إثيوبيا في مياه نهر النيل عند المنبع.. وتلقي بالفتات إلى مصر..
تلك هي أوهام البشير التي أغفلت أن مياه النيل بالنسبة للمصريين.. مسألة حياة أو موت، وأن مصر التي كاد صبرها أن ينفد بسبب تلك المفاوضات العقيمة، ليست على استعداد لأن تفرط في قطرة مياه واحدة من المخصصات التي نظمتها الاتفاقات الدولية.
ولم يعد سرا يذاع أن مخابرات دول أجنبية معادية لاستقلال مصر وتحررها وتحقيق نهضتها، هي التي ساهمت في إقامة السد.. وأنفقت ملايين الدولارات على بنائه، لتحقيق هدف السيطرة على الإرادة المصرية عبر التحكم في مياه النيل.. شريان الحياة لمصر والمصريين.
وهي الخطة الشريرة التي كان البشير إحدى أدواتها ولا نقول أحد واضعيها.. لأنه أصغر من أن يشارك في التخطيط.
وهي الخطة الشريرة التي كان البشير إحدى أدواتها ولا نقول أحد واضعيها.. لأنه أصغر من أن يشارك في التخطيط.
والحق يقال إن البشير كان صيدا سهلا لكل من يحاول تجنيده فهو متهم من جانب الأحزاب السودانية الوطنية بأنه تسبب في تقسيم السودان.. وتردي أوضاعها.
وأخشى ما أخشاه أن يثير حوار البشير مع العربية ردود أفعال غاضبة تجاه الإخوة السودانيين المقيمين على الأراضي المصرية، وهنا تتحقق أوهام البشير في الوقيعة بين الشعبين الشقيقين ويتحول غضب الشعب السوداني من أوضاعه الداخلية المتردية إلى مسار آخر خارج حدود السودان.
وأخشى ما أخشاه أن يثير حوار البشير مع العربية ردود أفعال غاضبة تجاه الإخوة السودانيين المقيمين على الأراضي المصرية، وهنا تتحقق أوهام البشير في الوقيعة بين الشعبين الشقيقين ويتحول غضب الشعب السوداني من أوضاعه الداخلية المتردية إلى مسار آخر خارج حدود السودان.