لا تشتر من مجمعات الشرطة يا أستاذ محمود!
كل الوزارات تتسابق على الدخول بقوة في مواجهة الغلاء وارتفاع الأسعار ولم نكن نتوقع صراحة بانضمام وزارة الداخلية إلى مسيرة المواجهة لأسباب عديدة في مقدمتها المعركة الشرسة ضد الإرهاب وانشغال الوزارة بها فضلا عن صعوبة توفير أماكن تستخدم كمعارض للسلع الغذائيه بالإضافة إلى تعقيدات أخرى في عمل وزارة الداخلية.. إلا أن الداخلية كذبت ظنون الجميع وأضافت إلى مواجهاتها مواجهة أخرى..
وهنا.. وقد قبلت الوزارة بالمهمة فيجب ألا يكون ذلك على حساب مهامها الأصلية.. لأنه وحتى بغير معارض السلع ومنافذ الغذاء فإن الداخلية مطالبة بعدم التقصير في مهمتها الأصلية نظرا لخطورتها وارتباطها بأمن الناس والوطن كله.. لكن أن يكون الأمر كله عبء إضافي يضاف إلى كاهل الوزارة ورجالها لا يستهدف ربحا ولا يسعى لمغنم ولا يتعرض لأحد ولا لحقوق أحد فإننا أمام تجربة لا يمكن إلا أن نقول لأصحابها شكرا.. لا يقبل الأمر سخرية ولا غمزا ولا لمزا.. ولا يقبل لمن يعترض عليه إلا الصمت طالما الأمر لا يرتضيه ولا يعجبه أما أن يقوم الإعلامي محمود سعد بالهجوم عليه وإبداء الدهشة منه ويعتبره أمرا عجيبا غريبا لأنه كما يقول يتعارض مع مهام الشرطة الأساسية !
بالطبع يمكن مد الخط على استقامته لنعرف الرسالة الحقيقية من الكلام ومن المعنى المراد إسقاطه وأن الأستاذ محمود سعد لا يعجبه أيضا أن يتدخل الجيش في أعمال تختلف مع مهمته الأساسية وهي كما يراها الدفاع عن حدود مصر! دون أن يكلف نفسه عناء الإجابة عن السؤال الأهم: وهل قصر الجيش في مهمته الأصلية ؟ هل اشتكى أحد من الجيش أو من الشرطة للأستاذ محمود أو لغيره من تحميلهم أعباء غير منصوص عليها حرفيا في مهامهم المكلفون بها دستوريا ؟
ونسأل من جديد: ما الذي يغضبك بشكل مباشر وصريح يا أستاذ محمود سعد من أن تحمل الداخلية لنفسها بنفسها أعباء جديدة ؟ ولماذا تريد منعها من الاقتراب من الجماهير بأعمال مدنية طيبة ؟ وما الذي يمنع حتى لو وفرت الداخلية لرجالها ضباطا وجنودا ومدنيين ومعاشات السلع الضرورية هذا لو بفرض اقتصار المشروع على العاملين بوزارة الداخلية وحدها ؟ ألا يشكل هذا رفعا لبعض الأعباء من عن مواطنين مصريين ؟ وألا يشكل ذلك رفعا للأعباء عن الأسواق المصريه كلها والزحام على السلع فيها ؟! ولماذا هنا ـ وهنا تحديدا ـ لا تصفق لمن فكر وقدر وعمل وأنجز بالفعل في حين نراك تصفق لما هو ولمن هو أقل من ذلك بكثير أثرا ونتيجة ؟!
سبحان الله أستاذ محمود سعد.. نكتب ذلك عنك وإليك بعد موجة غضب رأيناها من موقفك في كل مكان ذهبنا إليه في يوم طويل التقينا فيه عشرات الأشخاص بمستويات مختلفة وعنهم ننصحك: اقلب المحطة كما يقولون عن البرامج الرديئة وقياسا نقول: لا تشتر من منافذ الشرطة ودعها للغلابة فربما استفادوا وربما قربتهم أكثر وأكثر من إخوانهم في الداخلية !!