رئيس التحرير
عصام كامل

«فكر 100 مرة قبل ما تاكل من برة».. جلد الدواجن وهياكلها مكون رئيسي للحواوشى والسجق والكفتة.. مصانع الأغذية تستعين بـ«mdm» بدلا من اللحوم.. وماء الأكسجين وسيلة لإزالة تعفن الحيوانات

فيتو

أينما كنت سواء في عملك أو في الشارع أو برفقة أصدقائك، فخيارك الأسهل إن شعرت بجوع أن تأكل من أحد المطاعم المنتشرة في كافة الشوارع، وبحسن نية تأكل «ساندويتش» قد يصيبك بالغثيان إذا علمت أن أحشاء الحيوانات وجلودها بل وأرجلها في بعض الأحيان هي المكون الرئيسى له، لتفكر في المرات المقبلة 100 مرة قبل أن تأكل من الشارع.


سنويًا تضبط حملات الطب البيطرى ومباحث التموين آلاف الأطنان من اللحوم والمواد الغذائية الفاسدة وغير المطابقة للمواصفات والاستخدام الآدمى، في المطاعم والمصانع المتخصصة في منتجات اللحوم بكافة محافظات الجمهورية، ورغم ذلك تتسلل إلى بطون المصريين مكونات ما أنزل الله بها من سلطان، تدخل في الأكلات الشعبية التي يفضلها الفقراء لرخص ثمنها لا أكثر، فبين مكونات الحواوشى والسجق والكفتة وغيرها عامل مشترك هو انعدام الضمير واختفاء مسئولية الدولة عن صحة مواطنيها.

خليط «MDM»
وكشف الدكتور أحمد نبيل، الطبيب البيطرى في إدارة التفتيش على اللحوم بمديرية الطب البيطرى في محافظة القاهرة، عضو مجلس إدارة نقابة البيطريين، عن شهادات حية له من واقع حملات التفتيش على اللحوم، حيث أكد أن مصانع اللحوم التي تنتج «اللانشون والسوسيس، والسلامى وغيرها»، تعتمد على خليط الـ«mdm» وهو خليط من مفروم لحم الدواجن منزوع العظم تضاف إليه بعض الألوان الصناعية.

وأضاف أن «mdm» ظهر في التسعينيات وبدأت المصانع في استخدامه بديلا عن اللحوم في مصنعاتها وهو ما يخالف المواصفات الخاصة بمنتجاتها والتي يجب أن تستخدم فيها أجزاء ذات أصل حيوانى حتى لو كانت أجزاء القلوب والكلاوى في العجول والماشية، مشيرًا إلى أن بعض المصانع بدأت في الفترة الأخيرة إدخال جلود الدواجن والأرجل والهياكل إلى خليط «mdm» لزيادة ربحها.

جلد الدجاج
وتابع أن جلد الدجاج خطر على الصحة لاحتفاظه بكافة الهرمونات وآثار الأدوية وهو ما يحتاج إلى رقابة صارمة جدا، ويجب أن يصدر تشريع يلزم المنشآت التي تستخدم أجزاء حيوانية بتوفير طبيب بيطرى للإشراف عليها.

الحواوشى
ووصف نبيل، «الحواوشى» بأنه أكثر الأطعمة المعرضة للغش في الشارع حيث يتكون بنسبة 100% من الجلود وهياكل الدواجن، وهو خليط مفروم تعتمد عليه أغلب محال الحواوشى والكفتة، والأكلات الأخرى التي يدخل فيها اللحم المفروم.

وأشار نبيل في تصريحات لـ«فيتو»، أن محال الكفتة تعتمد على خليط الهياكل وجلد الدواجن بنسبة 40% ويضاف إليه الدهون والألوان الصناعية، مؤكدًا أن ذلك الخليط انتشر بشكل واسع في إعداد «الطواجن» في محال الكشرى وإعداد البيتزا.

وأوضح أن هدف مستخدمى تلك الخامات هو الربح السريع والكبير فقط فكيلو الهياكل تتراوح جملته بين 2 إلى 3 جنيهات وكيلو الدهون بـ6 جنيهات، ويباع كيلو الخليط بـ15 جنيها، في حين أن أرخص أنواع اللحوم المجمدة سعر الكيلو منها 35 جنيها، وهو ما يحقق أرباحا هائلة لمستخدمى ذلك الخليط بدلا من اللحوم.

دواجن نافقة
ولم يسلم الأمر من انتشار ظاهرة استخدام الدواجن النافقة في تصنيع الخلطات المستخدمة في تصنيع السجق والحواوشى والكفتة، حيث أكد «نبيل» لجوء بعض أصحاب المفارم الكبيرة غير المرخصة في الحصول على نافق الدجاج من مزارع الدواجن، لافتا إلى استخدام مادة ماء الأكسجين لغسل تلك الدواجن وإزالة آثار التعفن والروائح الكريهة.

وأضاف نبيل أن تلك المواد الكميائية تسبب قرح المعدة وسرطان الأمعاء على المدى الطويل، مؤكدا أن حملات الطب البيطرى تضبط على فترات متقاربةأطنان من تلك الخلطات التي لايدخل فيها أي نوع من أنواع اللحم وتتكون فقط من الهياكل وجلد الدجاج وأحيانًا الدجاج النافق، وآخرها 37 طنا من تلك الخلطات في مفرمة غير مرخصة بالوراق.

ارتفاع الأملاح
وحذر من تسبب تلك الخلطات في زيادة نسبة الأملاح في الجسم نظرًا لدخول هياكل الدواجن كمكون أساسى فيها وهى ترفع نسبة الكالسيوم وتؤدى إلى الفشل الكلوى فيما بعد، بالإضافة إلى أضرار استخدام جلد الدواجن الذي يحتفظ بالهرمونات وآثار الأدوية وتصيب الإنسان بالالتهابات الكبدية.

كبدة مجمدة
وعن مكون آخر من أكلات الشارع، قال الدكتور لطفى شاور الطبيب البيطرى ورئيس إدارة التفتيش على المجازر بالسويس الأسبق، إن الكبدة المستخدمة في المطاعم ولدى الجزارين في الأسواق هي كبدة مجمدة مستوردة من الخارج، مشيرًا إلى أن حجم الثروة الحيوانية المذبوحة في مصر لاتتحمل أن تنتج كميات كبيرة من الكبدة نظرًا لأن أكبر حجم كبد لعجل وزنه 5 كيلو جرامات فقط يوزعها الجزار على زبائن معروفين مسبقًا.

وأشار إلى أن الكبدة المجمدة هي العامل الرئيسى المستخدم في المطاعم المختلفة إلى جانب محال الجزارة التي تعتمد على «فك» الكبدة المجمدة وبيعها على كونها كبدة بلدية، مؤكدًا أنه كلما رفع الجزار السعر أقنع الزبائن بأن الكبدة طازجة، حيث لايتجاوز سعر المجمد منها 20 جنيها للكيلو، ومن الصعب التفرقة بين الكبدة المجمدة والطازجة.
الجريدة الرسمية