رئيس التحرير
عصام كامل

رئيس البرلمان!


الطريقة التي يتعامل بها البعض سواء في البرلمان الجديد المنتخب أو الإعلام، تخرج على نطاق اللياقة البرلمانية والمهنية الإعلامية.

إن رئيس البرلمان مثل الوكيلين ورؤساء ووكلاء اللجان المختلفة وأمناء السر بها، سوف يأتي بالانتخاب من قبل أعضاء البرلمان ذاته.. ولذلك ليس مفهوما أن يثير البعض اعتراض مسبقة على شخصيات معينة سواء للترشح أو للاختيار من قبل النواب لهذا المنصب.. وليس مقبولا أن يخرج أحد من النواب المنتخبين لا فقط ليضع فيتو على اختيار شخص ما وإنما يهدد بالاستقالة أو يتوعد بتنظيم مليونيات جماهيرية إذا اختير هذا الشخص.


هذا أمر لا علاقة له بالأعراف والتقاليد البرلمانية، ولا أيضا بالأعراف والتقاليد الديمقراطية.. مثلما أيضا يتعارض مع المبادئ المهنية أن يخرج علينا بعض الإعلاميون يؤيدون ويزكون اختيار شخص أو آخر لتولي مسئولية رئاسة البرلمان، ويعتبرون اختيار غيره خطأ ديمقراطيًا.. فهذا ليس مهمة الإعلام كما درسها هؤلاء، إن كانوا قد درسوا شيئا أو يتذكرون ما درسوه.. وإنما مهمة الإعلام أولا: تقديم الحقائق كاملة للرأي العام غير مشوهة وغير منقوصة، وتؤكد الحقائق أي المعلومات الصحيحة الصائبة والصادقة.

أما إثارة قضية وهمية حول رئيس البرلمان الذي دخل البرلمان بالانتخاب أو التعيين، فهذا جدل عقيم وغير صحي.. فإن البرلماني المعين لا يختلف عن البرلماني المنتخب.. الدستور هو الذي يقول ذلك.. ليس لدينا برلمانيون عاديون وآخرون فوق رءوسهم ريشة.. ولنتذكر أن أمر اختيار رئيس البرلمان هو بيد البرلمان وحده، أي جموع النواب كلهم.. من حق أي واحد فيهم الترشح لهذا المنصب، ومن حقه اختيار ما يشاء، ألم يأتوا هم أيضا بالانتخاب؟.. فلماذا كل هذا الضجيج الفارغ؟!
الجريدة الرسمية