غريب محمود.. الكوميديا حتى الموت على المسرح «بروفايل»
رحلة طويلة مليئة بالكوميديا والمفاجآت خاضها الفنان غريب محمود، بين مسارح مصر وبلاتوهاتها، ليقدم ضحكة على وجوه المشاهدين من خلال أكثر من 135 عملا فنيا على الأقل، ضمت عددًا كبيرا من المسرحيات مع نجوم الفن عادل إمام وسمير غانم وسيد زيان، وفؤاد المهندس ومحمود الجندي ونور الشريف وغيرهم.
ولد الفنان غريب محمود في العاشر من مايو عام 1945، ورحل في العاشر من ديسمبر عام 2006، عن عمر يناهز 63 عاما، بعد سقوطه عدة مرات على خشبة مسرح فيصل ندا.
ذهب على إثر ذلك لمستشفى قصر
العيني؛ حيث لفظ أنفاسه الأخيرة هناك، ليختتم حياته الحافلة بالإبداع على
خشبة المسرح، وهو يستعد لتقديم مسرحية حمام مغربي بطولة وفاء مكي، والشحات
مبروك.
ومن المفارقات في حياة الفنان غريب محمود، دوره الأخير بفيلم على جنب يا أسطى، مع الفنان أشرف عبد الباقي، الذي قام فيه بدور رجل متوفى وذلك عام 2008.
ولا ينسى له المشاهدون محطات هامة وإفيهات أبكتهم من الضحك، في مسرحيات مثل واحد لمون والتاني مجنون؛ حيث يذهب لحد البنوك ويسأل عدة أسئلة بطريقة كوميدية يربك بها مسئولي البنك وينفجر الجمهور ضحكا، ومشهد سقوط باروكة محمود القلعاوي.
ومواقف أخرى مع الفنان محمود الجندي، بمسرحية علشان خاطر عيونك، مع الفنانة الكبيرة شيريهان والفنان الكبير فؤاد المهندس.
كما يذكر له دوره الصعيدي في ليلة جواز الشغالة، الذي يتدخل في شئون أصحاب الفيلا، وينقل الأخبار بشكل كوميدي أمام الفنان الكبير سمير غانم.
ودور الحرامي الظريف في أنا ومراتي ومونيكا، الذي يبدو حاقدا على أصحاب المنازل التي يسرقها، أكثر منه يحتاج للمال كحرامي فاشل.
وقدم غريب محمود عددًا كبيرا من المسرحيات سواء في القطاع العام أو الخاص، مازالت فيديوهاتها تحظى بمشاهدة كبيرة على اليوتيوب كأفضل المقاطع الكوميدية، منها العصمة في أيد حماتي 2000، يا مسافر وحدك على المسرح القومي مع النجم نور الشريف والنجمة منى زكي عام 1998، واحد لمون والتاني مجنون عام 1996، والثعلب في الملعب 1994، المونولوجيست 1993، أنا وهي والكمبيوتر 1992، بابانا عاوز كدة 1992، البراشوت 1991، علشان خاطر عيونك 1987، عصفور عقله طار 1987، جحا يحكم المدينة، الفرسان الثلاثة، ليلة القبض على صابر، الحق عليا أنا، أنا عايزة مليونير، إحنا إللي خطفناها، ليلة جواز الشغالة، أيه إللي حصل في شهر العسل، والكثير من الأعمال الأخرى التي لم تسعفنا الذاكرة لكتابتها هنا، ولكنها أضحكت المشاهدين والمتابعين لفنان أفنى عمره يضحك الناس ومات على خشبة المسرح وهو يحاول أن يقدم ما يسعدهم.
قدم الفنان غريب محمود مسيرة فنية حافلة في السينما والتليفزيون مع كبار النجوم، تخطت المائة فيلم، ولا تُنسى أدوار له على قدر صغرها على قدر تأثيرها في المشاهدين منها فيلم دماء على الأسفلت مع النجم نور الشريف عام 1992، وقام بدور ناشد "المحامي"، ومسلسسل يوميات ونيس (ج1) 1994 مع النجم محمد صبحي، وقام بدور قدري الشناوي، ودور دنف في مسلسل علي بابا والأربعين حرامي 1995، وأبو بلبل في فيلم كونشرتو في درب سعادة 1998، وفلنتينو اللص الظريف في بوحة مع النجم محمد سعد عام 2002.
توفي غريب محمود أثناء قيامه ببروفات مسرحية "حمام مغربي" أمام وفاء مكي، والشحات مبروك، فقد سقط مرتين على المسرح ووقف بعد الأولى بمساعدة زملائه واستأنف البروفة، وفي الثانية سقط مغشيا عليه وتم نقله على الفور لمستشفى قصر العيني "الفرنساوي"، ورحل عن عالمنا عن عمر يناهز 63 عاما.