ديلى تليجراف: حرب العراق الفشل الاستخباراتى الأكبر

اعتبرت صحيفة "ديلى تليجراف" البريطانية حرب العراق بمثابة الفشل الاستخباراتى الأكبر فى الذاكرة الحية، مشيرة إلى المعلومات الاستخباراتية لمصادر مقربة من صدام حسين والتى ربما غيرت مسار التاريخ.
وذكرت الصحيفة فى سياق تقرير بثته اليوم الاثنين على موقعها الإلكترونى - أن الكثير من المعلومات الاستخباراتية الهامة التى استخدمت فى تبرير الحرب قامت على الاختلاق والأمنيات والكذب فكما أظهرت التحقيقات بشأن هذه الحرب فيما بعد فإن المعلومات كانت خاطئة بشكل مثير حيث لم يكن لدى صدام حسين أسلحة دمار شامل.
وأضافت الصحيفة أنه ومع ذلك فإن هناك معلومات أثبتت صحتها من مصادر رفيعة المستوى داخل نظام صدام كشف عنها برنامج "بانوراما" التابع لهيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى" وأفادت بأن العراق ليس لديه أسلحة دمار شامل نشطة ولكن تم تجاهلها.
وأشارت الصحيفة إلى أن المعلومات التى جاءت من أحد المصادر قبل أسبوع فقط من نشر الحكومة البريطانية لملف مثير للجدل حول أسلحة الدمار الشامل فى 24 سبتمبر 2002 جعلت رئيس الوزراء البريطانى تونى بلير آنذاك إلى الإعلان بثقة عن أن المعلومات الاستخباراتية أكدت بما لا يدع مجالا للشك أن صدام مستمر فى إنتاج الأسلحة الكيماوية والبيولوجية وأنه يواصل جهوده لتطوير أسلحة نووية.
ولفتت الصحيفة إلى أنه ومع ذلك فإن المصدرين الآخرين اللذين أفادا بأن العراق لا تمتلك أسلحة دمار شامل كانا المصدرين الأقرب لصدام حسين اللذين تمكنت الاستخبارات الغربية من الوصول إليهما.
ونوهت الصحيفة إلى أنه كان إنجازا رائعا أن يتم الوصول إلى هذا المستوى فى ضوء صعوبة تجنيد أى مصدر بشرى دخل نظام صدام السرى والمصاب بالجنون والمولع بالقتل.
وأوضحت الصحيفة أنه بعد عشرة أعوام من الغزو، فإن العراق لا تزال الحرب الأكثر تسببا فى الخلاف فى التاريخ الحديث.