رئيس التحرير
عصام كامل

حريق ملهى وثقافة البلطجة


مشكلة بين بلطجية ممن يذهبون إلى الملاهي الليلية لغرض فرض السطوة والقوة وبين صاحبه تحولت إلى كارثة إنسانية بحرق الملهى في منطقة العجوزة واختناق وموت 16 شخصا وإصابة 3 آخرين.


الحادث أثار استياء الناس حيث ترك صورة متوقعة ينتهي بها أي خلاف حيث تتدخل القوة المتمثلة في استرداد الحقوق خارج نطاق القانون إلى الانتقام داخل نطاق الفوضى.

مهزلة تعكس ما وصل إليه البعض من الانتقام بدون أي اعتبار لنفوذ الدولة مما يرونه يوميا من الأفلام المحرضة على الانتقام وأخذ الحقوق باليد وتتبارى الأفلام في إظهار كم القوة الرادعة من البلطجي عند الانتقام.

بطء التقاضي وسلسلة ممنهجة من الرسائل السينمائية إلى المجتمع بعدم الاعتراف بالدولة والاعتراف فقط بالقوة الذاتية لأنها هي التي ستنتصر في النهاية لأن المظلوم سيمتنع عن الإبلاغ خوفا من الآثار على أمنه وحياته ولعل ذلك ما منع أصحاب الملاهي الأخرى من الإبلاغ عن نفس المجموعة الضالة من زمن طويل.

علاوة على تداخل وتعارض القوانين البالية التي لم تعد تناسب ما يحدث اليوم من أحداث حيث تغيرت الظروف وما زالت القوانين كما هي علاوة على طول فترات التنفيذ الذي يصل إلى السنوات وفى النهاية يعيش من عاش ويموت من يموت ولا يبقى للناس إلا الحلول خارج نطاق القانون الذي لا يلجأ إليه أحد غالبا لأنه هو الخاسر.

خاسر وقته وجهده وماله ومن الأصلح أن يتنازل عن الحق بدلا من ضياع ما تبقى له من عمره وهو يجرى وراء استرداد حقه.. الأسهل أن يقوم صاحب الحق الذى اعتبر أن له حق الانتقام باليد وهو ما نراه ليس فقط في حريق العجوزة وإنما في أماكن كثيرة في مصر حيث يتلألأ صورة الممثل الذي يمشى بالحارة وهو يشعر بالقوة وينتقم وسط الناس به وبقوته وبسيطرته منقطعة النظير.

لا مفر من الردع وعدم التهاون في الحقوق ليكون كل منهم عبرة للآخرين الذين تسول لهم أنفسهم القيام بمثل هذه الأعمال ولنعتبر أن ما حدث وما يحدث كل يوم من أمثال هذه الأعمال هي إنذار يتجدد لنا أن التهاون في العقوبات وطول مدة التقاضي لمثل هؤلاء يعطى الفرصة للآخرين أن يختاروا الحل الأسهل والأسرع في آن واحد.
الجريدة الرسمية