رئيس التحرير
عصام كامل

«يوسف زيدان» يفسر تصريحاته.. «المعراج» فكرة دينية وهمية وليست من العقيدة.. «الوحي» أغنى الإسلام عن العروج.. العلماء المسلمون أخطأوا في تفسير سورة «النجم».. و

يوسف زيدان
يوسف زيدان

قرر الكاتب والروائي يوسف زيدان، الرد على الحملة التي قامت ضده بعد تصريحاته النارية التي دارت حول إنكاره لمعراج الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ومكان المسجد الأقصى، فأصدر مساء أمس، بيانه الثاني حول حقيقة المعراج، بعد أن قد أعلن في وقت سابق، أنه سيصدر 7 بيانات متتالية حول تلك التصريحات.


الدين والإنسان
قال «زيدان»: إن الدين هو علاقة تربط بين الإنسان "الأرضي، المحدود"، والعالم اللامرئي "السماوي، المطلق"، وعلى الرغم من تعدُّد واختلاف الأديان والمذاهب الروحية والنِّحل العقائدية، إلا أنها جميعًا تقيم هذه العلاقة على إحدى قاعدتين، لا ثالث لهما.

رحلة المعراج
وواصل زيدان إنكاره لرحلة المعراج، مبررا ذلك بقوله: «فإما نزول السماوي للأرضي وإما عروج الأرضي إلى السماء، ومن العسير أن نجد "أصل الديانة" جامعا بين هذين الطريقين؛ لأنه إذا تنزل السماوى، بالوحي أو بهبوط المعبود نفسه إلى العالم الأرضي، فلا معنى عندئذٍ ولا حاجة للمعارج.. وبالعكس، إن كانت هذه العقيدة أو تلك من النوع القائم على المفارقة المطلقة بين الوجود السماوي "المتعالي، الترانسندنتالي" والوجود الإنساني، فهنا تأتي ضرورة "المعراج" مثلما هو الحال في العقائد المسماة باللفظ اليوناني القديم "الغنوص"، أي المعرفة المباشرة التي تحصل عليها النفس الإنسانية إذا ارتقت بالرياضات الروحية، وحلّقت فى العالم الإلهي الأعلى.. ومن هذه الديانات والمذاهب الغنوصية: الهرمسية، والفيثاغورية المتأخرة، والعديد من الديانات الشرقية كالزرادشتية الفارسية القديمة، وبعض ديانات الهند العتيقة، وهذه الديانات والمذاهب يحفل تراثها بما لا حصر له من صور المعراج والارتقاء الروحي إلى العالم الأعلى فى لحظاتٍ معينة، مثلما هو الحال فى قصة معارج "أخنوخ" عند الغنوصيين، وقصة معراج أبولونيوس "بلنياس" عند الهرمسيين، وقصة معراج "أرتاويراف" بصحبة الكائن الروحاني "سروش" عند الزرادشتيين، وقصة معراج "أرجنا" بصحبة الكائن الروحاني "إندرا" عند الهنود القدماء.. وغير ذلك من المعارج.

جبريل والمعراج
أضاف: «أما فى الديانات التي نؤمن بها، ونراها ثلاثة "يهودية، مسيحية، إسلام"، وأراها واحدة الجوهر مختلفة الصيغ والتجليات، بحسب اختلاف الأزمنة واللغات، فالقاعدة الأساسية هي النزول الإلهي، والتنزيل الرباني، والوحي الهابط من السماء بوسيط روحاني هو: "روح قدوشيم، روح القدوس، روح القُدُس "جبريل".. وبالتالي، فلا معنى للمعراج؛ لأن المطلوب حدث بنزول الرب للحرب مع يهوشع بن نون، أو للعراك مع يعقوب الذي غلب فسُمي إسرائيل، أو لتخليص الإنسان من الخطيئة الأولى.. لإيصال الوحي القرآني عبر جبريل».

سورة النجم

تابع زيدان: «والسورة التي يعتبرها بعضُ مفسري القرآن المتأخرين نصا قرآنيا يدل على المعراج، اسمها ليس المعراج وإنما "النجم"، وفيها يقول النص القرآني إن "الله، أو جبريل، أو ذا المِرَّة .. نزل، ودنا، وتدلى" والتدلّي هو الهبوط لا الصعود، متسائلاً: «فكيف يصح ما اعتقده بعض المسلمين من أن السورة تتحدث عن معراج؟، غير أن انتشار هذه الفكرة الوهمية، خصوصا لدى الشعوب المسلمة ذات الخلفية الزرادشتية والعقائد الهندية، أدى إلى ازدهار الخيال وتنشيط النزعة الأدبية التي صاغت المعراج النبوي المظنون، في نصوص شعرية مثل "معراج نامة، رحلة الطير"، وفي لوحات الفن الفارسى المعروف باسم المنمنات.. لكن هذه إبداعات فنية وأدبية، وليست أصولاً عقائدية».
الجريدة الرسمية