رئيس التحرير
عصام كامل

استشاري نفسي يكشف أشهر أسباب الانفصال قبل الزفاف

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

تزايدت في الآونة الأخيرة العديد من حالات الطلاق أو الانفصال قبل دخول عالم الزواج من ابوابه الواسعة لأسباب متعدّدة، في مقدّمتها قلة خبرة الشباب وتهرّبهم من تحمّل المسئولية وتدخل الأهل، فضلًا عن اكتشاف عدم توافق الطباع والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي تنعكس على علاقة الزوجين قبل موعد الزفاف.


وبينما يعتبر البعض الطلاق قبل الدخول رحمة وخلاصًا من التزامات العرس ومشاكل أسريّة أخرى قد تحدث في المستقبل وإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان، لكنه في النهاية طلاق يدفع الثمن الأكبر منه الزوجة التي أصبحت مطلقة وتواجه صعوبات اجتماعية.

تقول الدكتورة هالة حماد، استشاري الطب النفسي والعلاج الاسرى، أن أسباب الانفصال قبل الزواج تتمثل بداية في عدم تحديد الهدف من الزواج، أو تحديد أهداف واهية مثل "لبس فستان الزفاف"، "الهروب من العنوسة"، "عمل فرح ضحم تتحاكى عليه الفتيات"، "إرضاءا للأهل والزواج من العروس التي اختارتها الأم"، وللاسف جميعها أسباب تتهاوى سريعا، خاصة مع اختلاف الواقع عن التوقعات المنشودة أو المرجوة.

وأشارت"حماد": أنه غالبا مانجد أن فترة ما قبل الزواج تكون مشحونة بكم كبير من التوتر والشد والجذب بين جميع الأطراف، حيث تتفاقم معها الخلافات، خاصة عند عدم وجود طرف يتمتع بالهدوء والحكمة ليصلح الأمور، كما أن مرور أحد العروسين بتجارب ارتباط سابقة باءت بالفشل، أو التأثر بتجارب الآخرين، وما يرويه بعض الأصدقاء المقربين للعروسين من تفاصيل مبالغ فيها عن مشاكل ما بعد الزواج، وعن العبء المادي للزواج وتربية الأبناء، تكون من العوامل التي تتسبب في الانفصال قبل الزواج من منطلق "ابعد عن الشر وغنيله".

وأوضحت"حماد": أن خوف الأهل من فشل الزواج هو ما يفشلها بالفعل، مشيرة إلى أن تكاليف الزواج الباهظة هذه الأيام، تجعل الأهل "يقدمون رجل ويأخرون الأخرى"، بسبب التخوف والشك الدائم في نوايا الطرف الآخر، فلم يعد قوام الزيجات الآن الثقة في الآخر، تقدير الأهل لبعضهم، وتحمل الشاب للمسئولية.

وتابعت"حماد": أن فقدان التسامح بين الأسر، وتعنت الأطراف وتمسك كل منهم برأيه، يوقع ظلما كبيرا على العروسين، الذي ينتهي غالبا بانفصالهم رغما عنهم لإرضاء الأهل وإنهاء المشاكل، وهو ما لا يقبله منطق أو إنسانية، بأن يُحرم قلبان متحابان من بعضهما بسبب كِبر الأهل وتشددهم غير المبرر.
الجريدة الرسمية