يوسف زيدان يسكب الزيت على النار.. يؤكد: «الدين» وراء تعقيد القضية الفلسطينية.. «القدس» يهودية وعربية ولا داعي للصراع.. «تجار الحروب» المستفيد الوحيد من اشتعال الأزمة.. ال
بدت التصريحات التي أطلقها الدكتور يوسف زيدان في الفترة الأخيرة، كشعلة أضرمت النار في سلة الحطب، لتتعالى في وجهه نوبات السب وتفتح أمامه أبواب المحاكمات والمطالبين بضروريتها.
فقد كان إنكاره الصريح للمعراج، وإصراره على أن المسجد الأقصى المذكور في القرآن ليس نفسه الموجود حاليًا في فلسطين، بمثابة أعيرة نارية لم يحتملها المجتمع، وما لبث أن هب ثائرًا ضده، ليلتزم زيدان ببعض الصمت الذي غلف موقفه.
وبعد أيام قليلة من صمت زيدان، أعلن صباح اليوم أنه سوف يرد على كل التأويلات حتى تتضح حقيقة تصريحاته أمام أعين الناس والمجتمع – على حد قوله -، مشيرًا إلى أنه سيصدر 7 بيانات حول موضوع الإسراء والمعراج والمسجد الأقصى، وستأتي تلك البيانات تباعًا.
بيت همقداش
وجاء في البيان الأول الذي أصدره زيدان اليوم: "في حالة الرجوع للوراء للبحث في الأحقية التاريخية لمدينة القدس، فإن "بيت همقداش، إيلياء، بيت المقدس" هي بحسب القياس الارتدادى في الزمن: مدينة عربية مسلمة لمدة ألف سنة تقريبًا، وسابقًا مدينة سريانية (آرامية) مسيحية لمدة ثمانمائة سنة تقريبًا، وسابقًا مدينة عبرية يهودية لمدة خمسمائة سنة تقريبا، وسابقًا مدينة فلسطينية لعدة قرون، وسابقًا مدينة يهودية لعدة قرون، وسابقًا مدينة كنعانية لعدة قرون.. وهو ما يعنى إجمالًا إنها تاريخيًا مدينة لكل هؤلاء الأقوام على اختلاف أعراقهم ودياناتهم.
أضاف زيدان: "من وجوه المكر اليهودى المعاصر والعربى، إسباغ الطابع الدينى على الصراع السياسي حول ملكية المدينة، لتأجيج هذا الصراع وإبقاء جذوته مشتعلة لخدمة تجار الحرب ومصالح الذين بيدهم السلطة من اليهود والعرب المعاصرين.
الحرب المقدسة
ومن هنا تتعالى دعوات اليهود اليوم ومزاعمهم بأن "القدس هي العاصمة الأبدية لدولة إسرائيل" فترد عليها الدعوات، والمزاعم العربية المكسوة بالطابع الدينى "القدس هي العاصمة الأبدية لدولة فلسطين"، مع أن إسرائيل عاصمتها تل أبيب، والفلسطينيون عاصمتهم اليوم رام الله ! لكن الحمقى من الفريقين مستعدون دومًا للموت، ويقدمون أنفسهم على أنهم وقود حرب مقدسة ترفع الشعارات الدينية الذي طالما تلاعب بها السياسيون وخدعوا بها العوام".
وعد الرب
تابع زيدان: "وآخر وجوه المكر اليهودى الإسرائيلى المعاصر، الإدعاء بأنهم يطهرون هذه الأرض من غير اليهود، تحقيقًا لوعد الرب المذكور في بداية توراتهم، مع أن هذا الوعد المزعوم متحقق فعلًا.. فالنص التوراتى يقول "لنسلك يا إبراهيم أعطى هذه الأرض" والتوراة تقول إن نسل إبراهيم هم العرب من إسماعيل، واليهود من أخيه إسحاق وابنه يعقوب المسمى إسرائيل".. وبالتالى، فإن كل بطش إسرائيلى بالعرب اليوم، ومحاولة تفريغ الأرض الموعودة منهم، هو عمل لا دينى لأنه يخالف وعد الرب المتحقق فعلا ! فليس على هذه الأرض اليوم، إلا عرب وعبرانيون. فقط.. ولا يساكنهم أقوام آخرون من الترك أو التركمان أو الأوزبك أو السودان أو غيرهم.. فما الداعى للحرب؟