رئيس التحرير
عصام كامل

الوطن قبل الحزب في فرنسا !


بعد أن فاجأت نتائج الانتخابات المحلية السياسيين الفرنسيين بفوز كبير لحزب اليمين المتطرف الذي احتل لأول مرة المركز الأول في الانتخابات الفرنسية، فقد فاجأ الرئيس الفرنسى هولاند والذي ينتمى للحزب الاشتراكى الفرنسيين بمطالبته الناخبين في فرنسا بالتصويت في المرحلة الثانية من الانتخابات المحلية لصالح حزب غريمه ساركوزى (يمين الوسط )، بعد أن جاء في المرحلة الأولى في المركز الثانى.


وهكذا دفع هولاند مصلحة الوطن قبل مصلحة حزبه أما علامة التعجب التي اقترنت بالعنوان فإن مبعثها هو ما يحدث في بلادنا.. فإن المصالح السياسية الضيقة سواء كانت لأحزاب أو قوى غير حزبية تسبق عادة في بلدنا (مصر) مصلحة الوطن.. وأرادت بعلامة التعجب أن تثير انتباه الفرقاء السياسيين في بلدنا إلى ما يفعله الرئيس الفرنسى.. فقد جاء حزبه الثالث في انتخابات المرحلة الأولى من الانتخابات المحلية وأدرك أنه ليس يسيرًا عليه أن ينافس وحده حزب اليمين المتطرف، فقرر أن يطلب من ناخبيه التصويت لحزب يمين الوسط (حزب ساركوزى الذي سبق أن ينافسه في الانتخابات الرئاسية) حتى يقطع الطريق على حزب اليمين المتطرف للسيطرة على المحليات في فرنسا، وهو ما يمكن أن يمنحه دفعة في الانتخابات العامة سواء برلمانية أو رئاسية مستقبلا.

وهذا أمر يعد بالنسبة لنا نحن أمرا عجبًا فإن أحزابنا المدنية سبق أن انخرطت وانشغلت في قتال بين بعضها البعض وتركت بالتالى لأحزاب التيار السياسي الإسلامي فرصة كبيرة للوصول إلى الحكم وللسيطرة على البرلمان.. فهل آن لنا الاكتفاء بالاندهاش أمام ما فعله الحزب الاشتراكى الفرنسى ونحاول أن نقلده في بلادنا.. أي أن نعلى مصلحة الوطن قبل المصالح الضيقة.. نتمى وإن كنا نعرف أنه ليس كل ما يتمناه المرء يدركه! 
الجريدة الرسمية