رئيس التحرير
عصام كامل

السيسي في اليونان.. «إعلان أثينا» وحصار تركيا !


السيسي في أثينا اليوم للقاء رئيس وزراء اليونان.. من المتوقع انضمام الرئيس القبرصي إليهما.. الغاز على قمة جدول الأعمال وترسيم الحدود البحرية على جدوله أيضًا.. التعاون بين محور مصر اليونان وقبرص يتزايد ومن المتوقع اليوم صدور ما يمكن وصفه بـــ"إعلان أثينا" يحمل للعالم آخر صور وأشكال التعاون بين البلدان الثلاث!


المراقبون للعلاقات بين مصر واليونان سيتحدثون عن اتفاقيات منتظرة بين رجال الأعمال في كلا البلدين وسيتحدثون عن اتفاقيات بحرية وأخرى خاصة بالنقل والربط بين الملاحة في قناة السويس وبين الموانئ اليونانية.. وسيتناولون الاتفاقيات المحتملة في السياحة وغيرها من مناقشة القضايا الإقليمية وغيرها وغيرها.. وهذا كله صحيح ومهم وضروري..

لكننا نريد أن نتوقف -ويجب أن نتوقف- عند المناورات البحرية والجوية "ميدوزا 2015" المصرية اليونانية المشتركة.. وما أعلن عن بعض مهامها بخلاف المناورات والتدريبات المشتركة المعروفة وما قيل حرفيًا في بعض الصحف ووكالات الأنباء عن "التدريب على تنفيذ وتخطيط وإدارة أعمال قتال جوية وبحرية مشتركة والتدريب على أعمال الاعتراض البحرى وأعمال الإمدادات والتزود بالوقود ومكافحة الغواصات وكذلك أعمال التهريب والقرصنة البحرية والهجرة غير الشرعية وتنفيذ حق الزيارة والتفتيش واقتحام السفن المشتبه بها". 

وهي كلها مهام تعني الرغبة في التعاون المشترك ضد الإرهاب والتهريب والهرب في مياه البحر المتوسط، وهو ما يعني بداية تحرك واسع ضد عمليات تهريب الأسلحة إلى الإرهابيين والجميع يعلم الجهة التي تقوم بتهريب الأسلحة والجهة الأخرى التي تستقبل الأسلحة ! ورغم العلاقات الجيدة التي تربط اليونان بإسرائيل فإن توقيت القمة والإعلان المنتظر يتم بعد الإعلان -كما نلاحظ- عن قلق إسرائيلي من تزايد الدور المصري في البحر المتوسط وأفق اكتشافات الغاز والطاقة به بالتزامن مع الخلاف الروسي التركي المتصاعد كل يوم وأيضًا إعلان روسيا عن قلقها مما يجري في شمال أفريقيا ! وأنها تراقبه بجدية! 

وهو ما يدعونا للإشارة إلى الاهتمام الروسي بأفريقيا منذ فترة بدأ منظمًا ومكثفًا العام الماضي من خلال منتدى التعاون العربي الروسي الذي أقيم في السودان، وكذلك زيارة رئيس مجلس الدوما للجزائر الشهر الماضي والتي استهدفت دعم النفوذ الروسي في شمال أفريقيا بالتوازي مع التحرك الأمريكي في المنطقة ! مع أحداث ذات دلالة مثل الإعلان قبل أيام عن سقوط سرت في يد الإرهابيين ! وهو ما يشي بأن الحالة في البحر المتوسط وفي شمال أفريقيا ذاهبة إلى أبعاد أخرى كبيرة وخطيرة ومهمة تقول باختصار: "لن نقبل بتكرار حالة داعش في الشمال الأفريقي بعد هزيمتها أو إضعافها أو حصارها في سوريا "!

وهي رسالة لمن يدعم داعش ومن يحميها ويرسل إليها السلاح ويوجهها بالإرهاب شرقًا وغربًا ويريد تمزيق المنطقة العربية وتفكيكها وإنهاكها !

الوضع في البحر المتوسط تحديدًا يجب أن يقرأ كاملا.. فهل ستصل الرسائل ؟ نعتقد أنها ستصل يبقى فقط فهمها والاستفادة منها وإلا فليتحمل البعض مسئولية ما سيجري!
الجريدة الرسمية