خطة توريط الجيش المصري في المستنقع السوري.. المخابرات الغربية تهدف لدفع جيوش المنطقة في نفق «داعش» المجهول.. مطالب أمريكية بتشكيل تحالف على غرار حرب «الخليج الأولى».. والسعودية وتر
لن نتدخل بريا ضد داعش في العراق وسوريا.. جملة باتت ملاصقة لتصريحات زعماء العالم والفاعلين في السياسية الدولية عند الحديث عن محاربة التنظيم في المنطقة، دشنها الرئيس الأمريكى باراك أوباما، وبات يحملها وزير خارجيته جون كيري في جولتها الخارجية، ودخل مؤخرا رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون على خط الهروب من المعارك البرية، واليوم قالها أمين عام حلف الناتو ينس شتولتنبرج: "لن نقاتل داعش في سوريا ولا نريد إظهار المعركة على أنها صراع بين الغرب والعالم الإسلامى".
حرب الخليج الأولى
التصريحات المتتالية حول عدم التدخل البري، اكتست بالدبلوماسية ولم تكشف النية المبيتة تجاه جيوش المنطقة وخطة توريطها في مستنقع سوريا والعراق، التي كشفها صراحة دون مواربة المرشح لانتخابات الرئاسة الأمريكية 2016 جون كاسيتش، الذي طالب صراحة بتشكيل تحالف شبيه بالتحالف الذي شُكل خلال حرب الخليج الأولى.
وتابع في تصريحات لشبكة "سي إن إن": "أتذكر عندما وقف السفير المصري بأمريكا حينها وتعهد بتقديم العون، وذهبنا بالفعل وتمكنا من إخراج صدام حسين من الكويت، وكان ذلك مسألة مهمة، والآن هذه المسألة هي أكثر أهمية، وينبغي علينا استخدام كل ما بوسعنا لتشكيل تحالف من الغرب، وأصدقائنا في الشرق الأوسط، والذهاب وتدمير داعش حيث يتواجدوا".
توريط مصر
التحالف المزعم الذي يطبخ في الكواليس، من المرجح أنه قام بوضع الجيش المصري على رأس الجيوش العربية المستهدفة للزج به في هذا المستنقع، والمزاعم الصحفية التي نشرتها أحد الصحف اللبنانية الموالية لشيعة المنطقة بشأن إرسال 30 ألف جندي مصري للقتال ضد "داعش" بسوريا، بدا أنها ممهدة لقبول العرب بالأمر الواقع وترويج شائعة تعد في مطبخ أجهزة الاستخبارات الغربية.
الجيش السعودي
وفى ذات السياق زعم السيناتور الأمريكى لبندزي جراهام، عرضا للعاهل السعودي الملك سلمان، خلال توليه منصب ولى العهد في حقبة حكم الملك عبد الله بن عبدالعزيز، عن استعدادها لإرسال الجيش السعودي إلى سوريا، وتولى أمريكا دور إزاحة بشار الأسد عن الحكم.
وأضاف جراهام، كنا نتحدث مع الملك السعودي الحالي، قبل أن يصبح ملكًا، وقال للسيناتور جون ماكين وهو معجب به بشكل كبير، أن بإمكانكم الاستعانة بجيشنا، وما عليكم إلا التعامل مع الأسد، وقال أمير قطر إنه سيدفع قيمة العملية العسكرية لكنهم لن يقاتلوا داعش ويدعون دمشق تسقط في أيدي الإيرانيين".
التراجع عن رحيل الأسد
التراجع عن مواقف الغرب المتشددة تجاه رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، ومطالبة جون كيري وزير الخارجية الأمريكى بمشاركة القوات السورية في محاربة تنظيم"داعش"، يفضح فصل جديد من المؤامرة الرامية إلى تدمير جيوش المنطقة بالجملة في خندق لا سبيل للخروج منه.
جر أردوغان
الجيش التركى هو الآخر يبدو أن غير ناجى من ورق ملف المؤامرة القذرة والنفخ في غرور الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، ودفع جيش أنقرة إلى العراق وسوريا ودخوله في مواجهة برية صريحة مع التنظيم الإرهابى الذي يحصل على أسلحته وعتاده من الطائرات الأمريكية بشكل فج على مرأي ومسمع من العالم الصامت.
شعارات زائفة
صحيح أن الخلافات السياسية بين القوى الإقليمية، ربما تعيق هذا الطرح، لكن مع تبدد سحابة ميلاد تنظيم "داعش"، واكتشاف تورط أجهزة كبري بصناعته سمحت بتصدير عناصره إلى المنطقة من كافة الدول الأوربية وغض الطرف عن توحش قيادته الداخلية المحسوبة على الجيش العراق السابق وحزب"البعث" وتضخيم هائلة التنظيم الإعلامية داخليا وخارجيا وعجز جيوش التحالف الدولى التي شنت الآلاف الغارات الجوية عن السيطرة على نموه وتمدده جميعها أمور تثير المخاوف من القادم وتوحى بمخطط لإلقاء جيوش المنطقة بالجملة في نفق التهلكة.