رئيس التحرير
عصام كامل

الدراسات العلمية: «الطفل المصري مش أذكى طفل في العالم».. كريم الشاذلي: مناهج التلقين والمدارس السبب.. فوقية راضي: سوء معاملة الأطفال يؤدي لانتشار غباء الأطفال.. «الآي كيو» يكشف نسب

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

«الطفل المصري أذكى طفل في العالم»، هي عبارة ليس لها نصيب من مقصدها الحقيقي، فالطالب المصري ما هو إلا متلقٍ لمجموعة من المعلومات تختزن في ذاكرته وقتا لا بأس به لحين اقتراب موعد الامتحانات، ومن ثم تتبخر وتصبح سرابا، ذلك كان رأي الدراسات التي أجريت في العالم.


ومع كل لحظة ردد فيها مواطن مصري عبارة أن الطفل المصري أذكى من أنجبت الأرض، تصدر دراسة حديثة تؤكد عدم صحة المعلومات عن مستوى ذكائه أو مستوى التعليم في البلاد، أو حتى مستوى الذكاء العام الذي يتحلى به الشعب المصري.

المدارس المتهم الأول

وفي هذا الصدد تستعرض «فيتو»، دراسات وآراء حول أزمة انحدار مستوى الفكر والذكاء لدى الطالب المصري، ومنها ما أكده الكاتب والباحث الإنساني كريم الشاذلي في حوار تليفزيوني، أن المدارس في مصر هي المتهم الأول وراء انخفاض معدل الذكاء لدى الأطفال، حيث تعمل على انتقاص 90% من الذكاء الفطري للأطفال، مرجعًا ذلك إلى أن مناهج التلقين التي تقدم للطلاب في المدارس على أنها مادة علمية، والتي تعد مواد قاتلة للذكاء ومحطمة لفكر الأطفال، في إشارة إلى أن الطفل المصري يولد بمستوى ذكاء عالٍ جدا، لكن عند مرورهم بالمرحلة الابتدائية يبدأ في فقد الذكاء تلقائيًا.

سوء معاملة الآباء

وفي دراسة حديثة أجرتها أستاذة علم النفس بجامعة المنصورة، فوقية راضي، تحت عنوان «أثر سوء معاملة الآباء على مستوى ذكاء الأبناء»، يشرح عنوان الدراسة أسباب انتشار غباء الأطفال، وبحسب الدراسة أفادت أن 53% هي نسبة إهمال الآباء لأبنائهم مما يكون له تأثير نفسي وذهني على الأطفال ومستواهم الدراسي، بينها 26% ضرب، و14% سوء معاملة جنسية، و5% سوء معاملة نفسية، و22% صور أخرى من سوء المعاملة.

وأرجعت الدراسة أسباب سوء معاملة الآباء لأبنائهم، تعرضهم في طفولتهم لسوء المعاملة، الناتجة أيضا عن تدنى المستوى الاجتماعى والاقتصادى لبعض الأسر المرتبطة بالبطالة، وزيادة المرأة المعيلة في المجتمع، والخلافات الأسرية، وكبر حجم الأسرة.

وأوضحت: ينتج من سوء المعاملة بالنسبة للأطفال ضعفا عاما في الصحة، فيظهرون أقل حجما ووزنا، وشعورا بعدم السعادة نتيجة لإصابتهم بالكوابيس المتكررة أثناء النوم، وشعورا دائما بالصداع وبعض آلام المعدة، والتبول اللإرادى، والاكتئاب الدائم، كما أكدت الدراسة أن المعاملة السيئة للأبناء تؤثر على ذكائهم، وبالتالى انخفاض مستوى أدائهم الدراسى.


المركز قبل الأخير

وفي الوقت الذي ينادي فيه المصريون بأن الطفل المصري أذكى طفل في العالم، أصدر المنتدى الاقتصادي العالمي، تقريره عن مؤشر التنافسية السنوي لعامي 2015 / 2016 في مجال التعليم، واحتلت مصر المرتبة قبل الأخيرة لتتفوق على غينيا وتسبقها بمرتبة واحدة على مستوى 140 دولة في العالم.

ويستند ترتيب تنافسية الدول في تقرير التنافسية العالمية إلى المؤشر العالمي الذي حدده المنتدى الاقتصادي العالمي، للمرة الأولى عام 2004، ويتم احتساب درجات المؤشر في إطار تعريف التنافسية بوصفها مجموعة من المؤسسات والسياسات، والعوامل التي تحدد مستوى إنتاجية الدولة، عن طريق جمع البيانات العامة والخاصة المتعلقة بنحو 12 فئة أساسية، تمثل الدعائم الأساسية للتنافسية، والتي تكون جميعها صورة شاملة للوضع التنافسي للدولة.

وتضم الدعامات الـ12 للمؤشر، "المؤسسات، والابتكار، وبيئة الاقتصاد الكلي، والصحة والتعليم الأساسي، والتعليم الجامعي والتدريب، وكفاءة أسواق السلع، وكفاءة سوق العمل، وتطوير سوق المال، والجاهزية التكنولوجية، وحجم السوق، وتطور الأعمال والابتكار"، وتحتل مصر في كل ما سبق المرتبة ما قبل الأخيرة ما ينذر بكارثة مجتمعية.

مستوى الذكاء العام

كما كشفت دراسة عالمية، نشرتها جريدة «ديلي ميل» في 20 فبراير من العام الجارى عن ترتيب شخصيات العالم، وفقًا لمعدلات الذكاء، باستخدام المقياس العلمي الشهير «الآي كيو»، وهو ما يعرف بمتوسط نسبة الذكاء، ويمكن القول إن الشخص الذي يحصل على 100 درجة وفقًا لمقياس "الآي كيو" هو شخص ذكي، وكلما ارتفعت النسبة أصبح قريبًا من درجة العبقرية، وجاء ترتيب الشخصية المصرية في مركز متدن بعدما حصل على 81 درجة فقط، ليحتل المركز السابع بين الدول العربية في مستوى الذكاء، متأخرًا عن العراق، والكويت، واليمن، والسعودية، والمغرب وليبيا.
الجريدة الرسمية